شأنك؟ فأخبرهم بما دار بينه وبين عمر ثم قال هل سمع منكم أحد هذا الحديث؟

فقالوا: كلنا سمعه، فأرسلوا معه شاهدًا بذلك.

ولو استقصينا ما أورده العلماء من ألوان التثبت عند الصحابة ومناهجهم في

التحري لطال الكلام، إلا أن غاية ما يمكن الجزم به هو أنهم حملوا الأمانة وحفظوها

وأدوها كما تلقوها من رسول الله إلى من بعدهم من التابعين.

ولم يكن التابعون أقل عناية في تحمل اليراث النبوي بل ازداد حرصهم في التثبت

والتحري نظرًا للفتن الشديدة والانقسامات وظهور روايات مكذوبة لم تكن موجودة

ولا معروفة عند الصحابة، فحملهم ذلك كله على مزيد من التثبت والتحري والسؤال

عن إسناد كل ما يروى عن رسولى الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول ابن سيرين: لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة، قالوا: سموا

لنا رجالكم، فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم. وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ

حديثهم (?). ولذلك كان ابن سيرين يقول: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون

دينكم (?).

واهتم التابعون بنقد الرجال والأخذ عن الثقات منهم أهل العدالة والضبط، فقد

روي عن مسعر قال: سمعت سعد بن إبراهيم يقول: لا يحدث عن رسول الله إلا

الثقات (?). وعن سليمان بن موسى قال: قلت لطاوس: إن فلانًا حدثني بكذا وكذا.

فقال: إن كان صاحبك مَلِيًّا (?) فخذ عنه (?).

ورغم تحري التابعين في التلقي عن الثقات وتجنب ما يرويه الكذابون والوضاعون

إلا أنه قد يخطئ الثقة وقد يصدق الكذاب. فلذا نهض علماء الحديث لوضع قواعد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015