صارمة تبين أخطاء الرواة سواء ما كان منها في المتن في الإسناد، ومن ذلك ما ألفه
الإمام مسلم في "مقدمة صحيحه" و "التمييز". وما كتبه الإمام الترمذىِ في "علله
الصغير".
واتخذ الاهتمام بالإسناد عناية فائقة: حتى أنه صار ميزة للأمة الإسلامية وخاصية
تختص بها بين أم الأرض قاطبة.
ومرت الأيام وانقضى عصر الرواية مع نهاية المائة الثالثة تقريبًا، وصار الاعتماد
بعد ذلك على الكتب العتمدة المشهورة لا الرواة، وبطل الاعتماد على الإسناد، وصار
ما يُتداول من الأسانيد خارج هذه الكتب المعتمدة دليلًا على نكارته.
وقد انتهى الاعتماد فيما دوِّن من السنة إلى ستة أسفار هي صحيح الإمام
البخاري، وصحيح الإمام مسلم، وسنن أبي داود، وسنن الترمذي، وسنن النسائي،
وسنن ابن ماجه.
وقد عُني العلماء بهذه الأسفار الستة أيما عناية واهتموا بدراسة أسانيدها ورجالها،
فقد كانوا يعدون معرفة الرواة نصف علم الحديث، وقد بلغت عنايتهم بالرجال مبلغا
عطفا حتى صار علمًا مستقلًا له حد وموضوع وغاية.
ومن أشهر الكتب التي عُنيت برجال الكتب الستة:
1 - أسماء رجال صحيح البخاري. لأبي نصر الكلاباذي (المتوفي 398 هـ) وهو
من أهم الكتب التي تحدثت عن رجال البخاري، وقد رتبه الكلاباذي حمسب حروف
الهجاء بادئًا بمن اسمه أحمد تبركًا باسم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومد جعل كتابه قسمين:
الأول لتراجم الرجال وختمه ببابٍ لمن عرف بكنيته، والثاني لتراجم النساء. وهو في
كل التراجم يبدأ بذكر اسم الراوي كاملًا مع الإشارة إلى ما في اسمه بن أقوال. تم
يذكر أهم من روى عنه من شيوخه، ثم أهم من روى عنه من تلاميذه، ثم يذكر سنة
الوفاة إن تيسر ذلك وكثيرًا ما كان يذكر الباب الفقهي الذي ورد لصاحب الترجمة فيه