ولكنني لست ممن يريد ... بمدح الملوك عليه السؤالا
سيكفي الكريمَ إخاءُ الكريم ... ويقنع بالودِّ منه نوالا (?)
ثم نقضها ابن نوفل بقوله:
أما بلالٌ فبئس البلالُ ... أراني به الله داءً عُضالا
فلو أنه قد كساه الجُذام ... فجلَّله من أذاه جلالا
ولو قد جرى في عُروق الشُّئون ... فأورثه بُحَّة أو سُعالا
لعاد بلالٌ إلى أمه ... مُبَقَعَةً وضَحِيًّا خَبالا
هما المعجبان فأما العجوز ... فتؤوي النساء معًا والرجالا
وأما بلالٌ فذاك الذي ... يميل مع الشرب حيث استمالا
فيصبح مضطربًا ناعسًا ... تخال من السكر فيه إحِولالا
ويمشي ضعيفًا كمشي النزيف ... كأن به حين يمشي شكالا (?)
قال أحمد بن عبيد بن ناصح: قال المدائني: أرسل بلال إلى قصاب
سحرًا، قال: فدخلت عليه وبين يديه كانون، وفي الدار تيس ضخم،
فقال: اذبحه، واسلخه، وكحب لحمه. ففعلت، ودعا بخوان
فوضع، وجعلت أكبِّب اللحم، فإذا استوى منه شيء وضعته بين يديه
فأكله، حتى تعرقت له لحم التيس ولم يبق إلَّا بطنه وعظامه، وبقيت
بضعة على الكانون فقال لي: كُلْها. فأكلتها، وجاءت جارية بقِدْر فيها
دجاجتان وناهضان - يعني فرخين - وصحفة مغطاة، فقال: ويحك! ما
في بطني موضع، فضعيها على رأسي. فضحكنا، ودعا بشراب فشرب
منه خمسة أقداح، وأمر لي بقدح فشربته.