وأخرجه، وقال: يا أهل العراق، إن صاحبكم أعطى مقولا ولم يعط

معقولا، زادت بلاغته ونقصت زهادته.

روى الرياش عن الأصمعي نحوها، وأنه ضمن له مائة وعشرين ألفًا،

وكتب خَطَّه للرجل بذلك، فحمل ذلك الخط إلى عمر.

وقال المدائني: نظر خالد إلى بلال يطيل الصلاة فأرسل إليه، والله لو

صليت حتى تموت ما وليتك شيئًا. قال بلال للرسول: قل له: والله

لأنَّ وليتني لا تعزلني أبدًا، قال: فأرسل إليه فولاه.

قال عمر بن شبة: كان بلال ظلومًا جائرًا لا يبالي ما صنع لا في الحكم

ولا في غيره، حدثني أبو عاصم النبيل قال؟ أوصى يزيد بن طلحة

الطلحات، فجعل للإناث من ولده مثل ما للذكور، ولعن مَنْ غير

ذلك، فأتي بها بلال فقال: أنا أول من غيرها، وسبَّ يزيد.

وقال المدائني: كان بلال قد خاف الجذام، فوصف له السمن يستنقع

فيه، فكان يفعل، ثم يأمر بالسمن فيباع، فتنكب الناس شراء السمن

بالبصرة، وطالت ولايته فمدحته الشعراء، منهم: رُؤبة، وذو الرُّمة،

والفرزدق، وفيه يقول يحيى بن نوفل الحميري:

وكلَّ زمان الفتى قد لَبسـ ... ــتُ خيرًا وشرًّا وعُدمًا ومالا

فلا الفقر كنت له ضارعًا ... ولا المال أظهر منِّي اختيالا

وقد طُفْتُ للمالِ شرقَ البلادِ ... وغربيِّها وبلوتُ الرجالا

وزرت الملوك وأهل الندى أَزُولُ إلى ظِلِّهم حيث زالا

فلو كنت ممتدحًا (للنَّوال) (?) ... فتىً لامتدحت عليه بلالا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015