وما رأيت بيده كتابًا فسألته عن أدوية الحفظ فقال: إن علمتك الدواء

استعملته؟ قلت: إي والله. قال: ترك المعاصي، ما جربت مثله

للحفظ. وقال هارون الحمال: ما رأيت أخشع من وكيع إلا عبد

المجيد -يعني ابن أبي رواد. وقال أحمد بن أبي الحواري، عن مروان

ابن محمد: ما رأيت أخشع من وكيع، وما وصف لي أحد إلا رأيته

دون الصفة إلا وكيع فإني رأيته فوق (مما (?)) وصف لي. وقال قتيبة:

سمعت جريرًا قال: جاء ابن المبارك فقلت له: يا أبا عبد الرحمن، من

رجل الكوفة اليوم؟ فسكت عني ثم قال: رجل المصرين -يعني-

وكيعًا. وقال الفضل بن محمد الشعراني: سمعت يحيى بن أكثم يقول:

صحبت وكيعًا في الحضر والسفر فكان يصوم الدهر، ويختم القرآن كل

ليلة. وقال يحيى بن أيوب المقابري: حدثني بعض أصحاب وكيع أنه

كان لا ينام حتى يقرأ ثلث القرآن، ثم يقوم في آخر الليل فيقرأ المفصل،

ثم يجلس يستغفر حتى يطلع الفجر. وقال إبراهيم بن وكيع: كان أبي

يصلي الليل فلا يبقى فى دارنا أحد إلا صلى، حتى إن لنا جارية سوداء

تصلي. وقال يحيى بن أيوب: حدثني رجل من أهل بيت وكيع قال:

أورثت وكيعًا أمه مائة ألف، وما قاسم وكيع ميراثًا قط. قال يحيى بن

أيوب: فأخبرني معاوية الهمداني قال: قلت: أيش صنعتم؟ قال: كنا

نصنع في الميراث. قال: وكان يؤتى بطعامه ولباسه فلا يسأل عن شيء

ولا يطلب شيئًا، وكان لا يستعين بأحد ولا على وضوء. قال سلم بن

جنادة: جالست وكيعًا سبع سنين فما رأيته بزق، ولا مس والله حصاة

بيده، ولا رأيته جلس مجلسه فتحرك ولا رأيته إلا مستقبل

القبلة، وما رأيته يحلف بالله. وقال سعيد ابن منصور: قدم وكيع مكة

فرآه فضيل بن عياض سمينًا فقال: ما هذا السمن وأنت راهب العراق؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015