قال: هذا من فرحي بالإسلام، فأفحمه. وقال إبراهيم بن شماس
السمرقندي: لو تمنيت كنت أتمني عقل ابن المبارك وورعه، وزهد ابن
فضيل ورقته، وعبادة وكيع وحفظه، وخشوع عيسى بن يونس، وصبر
حسين الجعفي صبر ولم يتزوج، ولم يدخل في شيء من أمر الدنيا.
وقال طاهر بن محمد المصيصي: سمعت وكيعًا يقول: لو علمت أن
الصلاة أفضل من الحديث ما حدثتكم. وقال ابن سعد: كان وكيع ثقة
مأمونًا عاليًا رفيعًا كثير الحديث حجة. وقال العجلي: كوفي ثقة عابد
صالح أديب حافظ، وكان يفتي. وقال أحمد ابن شبويه: قال سفيان
ابن عبد الملك صاحب ابن المبارك: كان وكيع أحفظ من ابن المبارك.
وقال محمد بن نعيم البلخي، عن مليح بن وكيع قال: لما نزل بأبي
الموت أخرج إلي يديه فقال: يا بني، ترى يدي؟ ما ضربت بهما شيئًا
قط. قال مليح: فحدثني داود بن يحيى بن يمان قال: رأيت رسول الله
-صلى الله عليه وسلم- في النوم فقلت: يا رسول الله، من الأبدال؟ قال: الذين لا
يضربون بأيديهم شيئًا، وإن وكيع بن الجراح منهم. وقال علي بن
عثام: مرض وكيع فعدناه فقال: إن سفيان الثوري أتاني فبشرني بجواره
وأنا مبادر إليه.
قلت: كان وكيع عظيم القدر بعيد الصيت إمامًا عالما عاملا منقطع
القرين. قال أحمد بن أبي خيثمة (?): حدثنا محمد بن يزيد، حدثني
حسين قال: كنت مع وكيع فأقبلنا جميعًا من المصيصة فأتينا الشام، فما
أتينا بلدًا إلا استقبلنا واليها، وشهدنا الجمعة في مسجد دمشق، فلما
سلم الإمام أطافوا بوكيع، فلما اثصرف فحدث به مليحًا ابنه فقال:
رأيت في جسده آثارًا خضرًا مما زحم ذلك اليوم. وقال (?) محمد بن
عبد الله بن عمار (?): أحرم وكيع من بيت المقدس. وقال محمد بن
خلف التيمي (?): أخبرنا وكيع قال: أتيت الأعمش فقلت: حدثني.