المقام فيتذاكرون القرآن. قال إسحاق بن إبراهيم: قال أبو حنيفة: أتانا
من المشرق رأيان خبيثان: جهم مُعطِّل ومقاتل مُشَبِّه. وقال ابن سماعة،
عن أبي يوسف: إن أبا حنيفة قال: أفرط جهم في نفي التشبيه حتى
قال: إنه ليس بشيء وأفرط مقاتل حتى جعل الله مثل خلقه. وقال ابن
راهويه: أخرجت خراسان ثلاثة لم يكن لهم نظير - يعني في البدعة
والكذب - جهم ومقاتل وعمر بن صبح. وقال خارجة بن مصعب:
كان جهم ومقاتل عندنا فاسقين فاجرين ولو قدرت على مقاتل لقتلته.
وقال عبد الصمد بن عبد الوارث: قدم علينا مقاتل بن سليمان فجعل
يحدثنا عن عطاء، ثم حدثنا بتلك الأحاديث نفسها عن الضحاك، ثم
حدثنا بها عن عمرو بن شعيب، فقلنا له: ممن سمعتها؟ قال: منهم
كلهم. ثم قال: لا، والله ما أدري ممن سَمعْتهَا. قال: ولم يكن
بشيء. وقال عبد العزيز الأويسي: حدثنا مالَك أن مقاتلاً جاءه إنسان
فقال: إن إنسانًا سألني ما لون كلب أصحاب الكهف؟ فلم أدر ما أقول
له. قال: ألا قلت: هو أبقع، فلو قلته لم تجد أحدًا يرد عليك. قال
نعيم بن حماد: هذا أول ما ظهر من كذب مقاتل. قال وكيع: أردنا أن
نرحل إلى مقاتل فقدم علينا فوجدناه كذابًا. وقال أحمد بن سيار
المروزي: خرج مقاتل إلى العراق، ومات بها، وهو متهم مهجور
القول، وكان يتكلم في الصفات ما لا تحل الرواية عنه. وقال البخاري:
قال سفيان ابن عيينة: سمعت مقاتلاً يقول: إن لم يخرج الدجال الأكبر
فيكم سنة خمسين ومائة فاعلموا أني كذاب. وروى عبد الله بن عبد
الرحمن الدارمي عن (هارون بن أبي عبيد الله) (?) عن أبيه قال: قال لي
المهدي: ألا ترى إلى ما يقول هذا - يعني مقاتلا - قال: إن شئت
وضعت لك أحاديث في العباس، قلت: لا حاجة لي فيها. وعن
منصور بن أبي مزاحم، عن أبي عبيد الله، قال لي المهدي لما أتاني نعي
مقاتل: اشتد عليّ، فذكرته لأبي جعفر المنصور فقال: لا يكبر عليك
فإنه كان يقول لي: انظر ما تحب أن أحدثه فيك حتى أحدثه. وروى