ابن معاذ أن المنصور ألح عليه ذُباب يقع على وجهه فقال: انظروا من

بالباب؟ فقيل: مقاتل بن سليمان، فقال: عليّ به، فلما دخل عليه

قال له: هل تعلم لماذا خلق الله الذباب؟ قال: نعم، ليُذِلَّ به

الجبارين. فسكت النصور. وقال ابن شقيق: سمعت ابن المبارك يقول:

سمعت مقاتل بن سليمان يقول: الأم أحق بالصلة والأب أحق بالطاعة.

وقال علي بن يونس البلخي: سمعت أبا نصير، وعليّ بن الحسين بن

واقد يقولان: إن الخليفة سأل مقاتل بن سليمان، فقال: بلغني أنك

تشبِّه. قال: إنما أقول {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ} إلى آخر السورة،

فمن قال غير ذلك فقد كذب. قال العباس بن مصعب المروزي: قدم

مقاتل ابن سليمان مرو من بلخ وكان حافظا للتفسير، ولا يضبط

الإسناد، وكان يقص بجامع مرو، فقدم عليه جهم، فجلس إليه فوقعت

العصبية بينهما فوضع كل واحد منهما على الآخر كتابًا ينقض عليه.

وقيل: إن بعضهم قال لحماد بن أبي حنيفة: إن مقاتلاً أخذ التفسير عن

الكلبي. قال: كيف يكون هذا، وهو أعلم بالتفسير منه؟ ! وقيل: إن

مقاتل بن سليمان أَلَّفَ التفسير وعرضه على الضحاك فلم يعجبه. وقال:

فَسِّر كل حرف. وقال عبد الله بن محمد الزهري: سمعت ابن عيينة

يقول: قلت لمقاتل بن سليمان: إن ناسًا يزعمون أنك لم تدرك

الضحاك؟ قال: سبحان الله لقد كنت آتيه مع أبي، ولقد كان يغلق عليّ

وعليه باب واحد. قال ابن عيينة: قلت في نفسي: أجل باب المدينة.

وقال أبو خالد الأحمر عن جويبر بن سعيد قال: قد والله مات

الضحاك، وإن مقاتلاً له قرطان وهو في الكُتَّاب. وقال إبراهيم الحربي:

مات الضحاك قبل أن يولد مقاتل بأربع سنين ولم يسمع من مجاهد شيئًا

وإنما جمع تفسير الناس وفسر عليه بلا سماع ولم أُدْخِل في تفسيري منه

شيئًا، وتفسيره مثل تفسير الكلبي سواء، وروى حامد بن يحيى البلخي

عن ابن عيينة قال: أول من جالست من الناس مقاتل بن سليمان،

وأبو بكر الهذلي، وعمرو بن عبيد، كانوا يجتمعون خلف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015