وقال: صنفته ثلاث مرات فأخذه إسحاق بن راهويه فأدخله على ابن طاهر،
فقال: أيها الأمير، ألا أريك سحرًا؟ فنظر فيه فتعجب منه وقال: لست أفهم
تصنيفه. قال ابن عقدة ت لو كتب الرجل ثلاثين ألف حديث لا استغنى عن تاريخ
البخاري. وروي أن البخاري كان حاضرًا في مجلس إسحاق بن راهويه، فسأله
عن عطاء الكيخاراني فقال: كيخاران قرية باليمن كان معاوية قد بعث بهذا
الصحابي إلى اليمن، فسمع منه عطالله حديثين. فقال: يا أبا عبد الله، كأنك قد
شهدت القوم. وقال إبراهيم بن معقل: سمعت البخاري يقول: كنت عند
إسحاق فقال لنا بعض أصحابنا: لو جمعتم كتابًا مختصرًا [لسنن] (?) النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
فوقع ذلك في قلبي، فأخذت في جمع هذا الكتاب - يعني: الجامع. وعن
البخاري قال: أخرجت هذا الصحيح من زهاء ستمائة ألف حديث، وقال
البخاري: ما أدخلت في الجامع إلَّا ما صح (وترك) (?) من الصحاح لحال
الطول. قال النسائي: ما لمحي هذه الكتب كلها أجود من كتاب محمد بن إسماعيل
وقال الكُشْمِيهني: سمعت الفربري يقول: قال البخاري: ما وضعت في كتاب
الصحيح حديثًا إلَّا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين. وقال ابن عدي: سمعت
عبد القدوس بن همام يقول: سمعت عدة من المشايخ تقول: حول محمد بن
إسماعيل تراجم جامعه بين قبر النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ومنبره، وكان يصلي لكل ترجمة
ركعتين. قال أبو إسحاق المستملي: سمعت أحمد بن عبد الله البلخي الصفار
يروي 31/ ق 191 - ب، عن ص الفربري أنه كان يقول: سمع الصحيح لمحمد بن
إسماعيل تسعون ألف رجل؛ فما بقي أحد يروي عنه غيري. وقال الفربري:
سمعت نجم ابن الفضيل وكان من أهل الفهم يقول: رأيت النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في المنام
(ومحمد بن إسماعيل خلفه، فكان النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا خطأ خطوة يخطو محمد،
ويضع قدمه على خطوة النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ويتبع أثره. وقال الفربري: رأيت النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
في النوم) (?) فقال: أين تريد؟ قلت: أريد محمد بن إسماعيل البخاري، قال:
أقرئه مني السلام. وعن بعضهم قال: ذهبت عينا البخاري في حغره فرأت أمه
إبراهيم عليه السلام فقال: يا هذه، قد رد الله على ابنك بصره، لكثرة بكائك