وقال ضمرة بن ربيعة، عن السري بن يحيي، عن رياح بن عبيدة قال:
خرج عمر بن عبد العزيز إلى الصلاة، وشيخ متوكِّئ على يده، فقلت في نفسى
إن هذا الشيخ جاف، فلما صلى ودخل لحقتهُ فقلت: أصلح الله الأمير، من
الشيخ الذي كان يتكئ على يدك؟ فقال: يا رياح، رأيته؟ قلت: نعم، قال:
ما أحسبك إلَّا رجُلًا صالحًا، ذاك أخي الخضر أتاني فاعلمني أني سألي أمر هذه
الأمة، وأني سأعدل فيها.
وقال أبو مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز: كانت خلافة سُليمان بن عبد
الملك كأنها خلافة عمر بن عبد العزيز، كان إذا أراد شيئًا قال له: ما تقول يا أبا
حفص؟ قال: ثم عهد إلى عمر فأقام سنتين ونصفًا.
وقال يحيى بن حمزة، عن سليمان بن داود الخولاني: إن رجلًا بايع عمر
ابن عبد العزيز، فمد يده إليه ثم قال: بايعني بلا عهد ولا ميثاق، وأطعمني ما
أطعتُ الله؛ فإن عصيتُ الله، فلا طاعة لي عليك. فبايعه".
قال يعقوب بن إبراهيم بن سعد: توفي سُليمان يَوم الجمعة عاشر صفر سنة
تسع وتسعين، فبويع يومئدْ عُمر.
وأما الليث فقال: لعشر بقين من صفر.
وقال محمد بن سلام الجمحي عن (سلام) (?) بن سليم قال: لما ولي عمر
ابن عبد العزيز صعد المنبر فَحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس، من
صحبنا فليصحبنا بخمس وإلا فلا يقربنا: يرفع إلينا حاجة من لا يستطيع رفعها،
ويعيننا على الخير بجهده ويدلنا من الخير [علي] (?) ما لا نهتدي إليه، ولا يغتابن
عندنا أحدًا، ولا يعترض فيما لا يعنيه. فانقشعَ عنه الشعراء والخطباء، وثبت
الفقهاء والزهاد، وقالوا: ما يسعنا أن نفارق هذا الرجُل حتى يخالف فعله قوله.
وروى الأصمعي عن الوليد بن يسار الخزاعي قال: لما استخلف عمر بن عبد
العزيز قال للحاجب: أَدنِ مني قُريشًا ووجوه الناس. ثم قال لهم: إن فَدَك