الناس بما بُيِّن لكم فاعملوا به، وما لم تعرفوه فكِلُوه إلى رَبِّه".
قال عبّاس العَنْبَريُّ: قال ابن المديني وذَكَرَ رجلا فتكلم فيه، فقلت: إنهم
لا يَقْبَلون منك، إنما يقبلون من أحمد بن حنبل. قال: أحمد قوِيَ على السوط
وأنا لا أَقْوى.
وقال أبو بكر الجُرْجاني: حدثنا أبو العَيْناء قال: دخل (علي بن المديني) (?)
على ابن أبي (دؤاد) (?) فناوله رُقعةً، وقال: هذه طُرحت في داري، فإذا
فيها:
يَابْنَ المدينيِّ الذي شُرِعتْ له ... دُنْيا فَجادَ بدِينه لِينَالَها
مَاذَا دَعَاكَ إلى اعْتِقَادِ مَقَالَةً ... قَدْ كَانَ عِنْدَكَ كَافِرًا مَنْ قَالها
أَمر (بَدَا لَكَ) (?) رُشْدُهُ فَقَبِلْتَه ... أَمْ زَهْرَةُ الدُّنْيا أَرَدْتَ نَوَالَها؟
فَلَقْد عَهِدْتُكَ لا أَبَا لَكَ مَرَّةً ... صَعْبَ (المَقْادةِ) (?) للتي تُدْعَى لَها
إن الحَرِيْبَ لَمَن يُصَابُ بِدِينهِ ... لا مَنْ يُرَزَّى نَاقَةً وفِصَالَهَا
فقال له أحمد: هذا بعض شُرَّادِ هذا الوَثَن - يعني ابن الزيات -
[وقد] (?) هَجَا خيار النَّاس، فما هَدَمَ الهِجاءُ حقًّا ولا بنى باطلا، وقد قمتَ
وقُمنا من حق الله بما يُصَغِّر قَدْر الدنيا عند كَبير ثوابِهِ، ثم دعا له بخمسة آلاف
درهم.
وقال زكريا السَّاجيُّ: قَدِمَ ابن المديني البَصْرةَ، فأتاه بُنْدار، فجعلَ يقول:
قال أبو عبد الله، وقال أبو عبد الله. فقال له بُنْدار على رءوس الملأ: مَنْ أبو
عبد الله، أحمد بن حنبل؟ ، قال: لا أحمد بن أبي (دؤاد) (?). قال بُنْدار: