بحديث، فلما فَرَغْتُ، قال: أحسنتَ، باركَ اللهُ فيكَ، هكذا حُدِّثناه. قلت:
[ما] (?) أراني حَدَّثْتُكَ بحديث أنت أعلم به مني. قال: لا تَقلْ (ذاك) (?)؛
فليس من العلْم ما لا يُعْرَفُ؛ إنما العلمُ ماعُرِفَ وتواطات عليه الألْسُنُ. وعن
سعيد بن المُسَيِّب قال: ما رأيت أوْرعَ من علي بن الحسين.
وقال جُوَيْرية بن أسماء: ما أَكَلَ عليُّ بنُ الحُسين بقرابته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
[3/ ق 48 - ب] دِرْهمًا قط.
وروى سعيد بن خالد عن المَقْبُري قال: بعثَ المختار إلى علي بن الحُسين بمائة
ألف فكرهَهَا وخاف أن يَرُدَّها، فاحْتَبَسَها عنده، فلما قُتِلَ المختار كَتَبَ إلى عبد
الملك بن مروان في أمرها، فكتب إليه: خُذها يا ابن (العم) (?) فقد طيبتها
لك. فَقَبلها.
وقال محمد بن أبي (مَعْشَر) (?) عن أبي نُوح الأنصاريِّ قال: وقع حريقٌ
فى بيت فيه علي بن الحُسين وهو ساجد، فجعلوا يقولون له يا ابن رسول الله،
النار، فما رفع رأسه حتى طُفِئت، فقيل له: ما الذي ألهاكَ عنها؟ ! قال: النار
الأخرى.
وقال المدائني عن عبد الله بن أبي سُلَيْمان: إن علي بن الحسين كان إذا مشى
لا تُجاوز يده (فَخذَيه) (?) ولا يَخْطِرُ بها، وإذا قامَ إلى الصَّلاةِ أخذته رِغدةٌ،
فقيل له فى ذلك، َ فقال: ما تَدْرون بين يدي من أقوم؟ ومن أناجي؟
و(قيل) (?): كان إذا توضأ اصفرَّ، ويقول: (تَدورون بين يدي مَن أريد
أن أقوم؟ ! ) (?).
وقال ابن عُيَيْنَة: حَجَّ علي بن الحُسين، فلما أحرمَ اصفرَّ وانتفض وارتعد