ولم يستطع أن يُلَبِّي، فقيل له: ما لك لا تُلَبِّي؟ (فقال) (?): أخشى أن أقول
لبيك، (فيقولُ) (?) لي: لا لبيك. فقيل له: لابُد من هذا، فلما لَبَّى غُشِيَ
عليه، وسَقَطَ من راحلته، فلم يزل يعتريه ذلك حتى قَضى حجَّه.
وقال مُصعب الزُّبيريُّ عن مالك: أحرمَ عليٌّ بن الحُسين-، فلما (?) أراد أن
يقول لَبَّيك، قالها فأغمي عليه حتى سقَطَ من ناقتهْ (فتهشم) (?)، وبلغني أنه
كان يُصِّلَي في كلِّ يومٍ وليلةِ ألف ركعة إلى أن مات، كان يُسمَّى بالمدينة زينُ
العابدين لعبادته.
وعن جابر الجعفي عن أبي جعفر: أن أباه كان يُصَلِّي في اليوم والليلة ألفَ
ركعةٍ، فلما حضرته الوفاة بمى، ققلت: يا"أبه، ما يُبكيك؟ قال: إنه إذا كان
يومُ القيامة لم يَبْق مَلكٌ مُقرَّبٌ، ولا نَبِىٌ مُرْسل إلا كان لله فيه المشيئة إن شاء
غَفَر له، وإن شاءَ عَذَّبهُ.
وقال العَيْشِيُّ عن أبيه: قال طاوس: رأيت علي بن الحُسينْ ساجدًا في
الحِجْر، فأصغيت إليه "فسمعته يقول: عُبَيْدكُ بفنائِكَ، مسْكِينُكَ بفِنائك، فقيرُك
بفنائك، قال: فوالله ما دَعَوتُ بها في كَرْبٍ إلَا كُشفَ عنِّي.
وقال حجاج بن أرطاة. عن أبي جعفر الباقر: أنَ إباه قَاسَمَ الله مالَهُ مَرَّتين.
وقال ابن عُيَيْنة عن أبي "حمزة الثُّماليِّ: أن- علي بن الحُسين كان يَحْمل الخُبز
بَالليل على ظهره يَتَتَبع به [3/ ق 49 - 1] المساكينَ في ظُلْمة اللَّيل، ويقول: إن "
الصَّدَقة في سَوادِ اللَّيل تطفئُ غَضَب الرَّبِّ.
وقال ابن إسحاق: كان ناسٌ بالمدينة يَعِيشون لايَدْرون من أين معاشهم،
فلما مات علي بن الحُسين (فَقَدُوا ما كانوا يُؤْتون به (بالليل) (?).
وقال جرير بن عبد الحميد عن عَمرو بن ثابت قال: لما مات علي بن