وقال علي بن أحمد بن النَّضر، عن ابن المديني قال: كان يحيى أعلم

بالرجال، وكان عبد الرَّحمن أعلم بالحديث، وما شبهت علم عبد الرَّحمن

بالحديث إلَّا بالسحر.

وقال محمد بن يحيى الذهلي: كلّ ما سمعت من عبد الرَّحمن بن مهدي

فمن حفظه، وما رأيت في يده كتابًا قط.

وقال القواريري: قال لي يحيى بن سعيد: ما سمع عبد الرَّحمن بن مهدي

من سفيان عن الأعمش، أحب إلي مما سمعت أنا من الأعمش. وقال أيضًا:

عبد الرَّحمن يسمع نائمًا أحب إلي من أن يملي علي ذلك.

وقال إسماعيل القاضي: كان عبد الرَّحمن بن مهدي يعرف حديثه،

وحديث غيره، كان يُذكر له الحديث عن الرجل فيقول: خطأ، ثم يقول:

ينبغي أن يكون اتي هذا الشيخ من وجه كذا من حديث كذا، قال: فيوجد كما

قال.

وسمعت علي بن المديني يقول: أعلم الناس بالحديث عبد الرَّحمن بن

مهدي. وقال: قال علي: قلت لعبد الرَّحمن: قد كتبت حديث الأعمش،

وكنت عند نفسي أني قد بلغت فيها، فقلت: ومن يفيدنا عن الأعمش؟ فأطرق

ثم ذكر لي ثلاثين حديثًا ليست عندي. قال: وتتبع أحاديث الشيوخ الذين لَمْ

أَلْقَهُم أنا ولم أكتب حديثهم عن رجل، قال إسماعيل القاضي: أحفظ ممن ذكره

منصور بن أبي الأسود.

وقال الحسين بن الحسن المروزي: سمعت عبد الرَّحمن بن مهدي يقول:

حدث أبو عوانة بحديث عن الأعمش، فقلت: ليس هذا من حديثك. قال:

بلى. قلت: لا. (قال) (?): يا سلامة، هاتي الدرج، فاخرجت فنظر فيه،

فإذا ليس الحديث فيه، فقال: صدقت يا أبا سعيد، فمن أين أتيتُ؟ قلت:

ذُوكرت به وأنت شاب، فظننت أنك سمعته.

قال أبو حاتم: عبد الرَّحمن إمام ثقة، أثبت من يحيى بن سعيد، وأتقن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015