بالكتاب.
وقال أحمد بن الحسن الترمذي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: اختلف
عبد الرَّحمن ووكيع في نحو خمسين حديثًا من حديث الثوري، فنظرنا فإذا عامة
الصواب في يد عبد الرَّحمن.
وقال أبو الحسن الميموني: سمعت أبا عبد الله وسئل عن أصحاب الرأي
يكتب عنهم؟ فقال: قال عبد الرَّحمن: إذا وضع الرجل كتابًا من هذه الكتب
أرى ألا يكتبَ عنه الحديث و (لا) (?) غيره. قال أبو عبد الله: وما تصنع
بالرأي، وفي الحديث ما يغنيك عنه؟ ! أهل الحديث أفضل من تكلم [في
العلم] (?)، عليك بالحديث، وبما روي عن أبي بكر وعمر فإنه سنة.
وقال أبو الربيع الزهراني: ما رأيت مثل عبد الرَّحمن بن مهدي. وقال ابن
المديني: إذا اجتمع يحيى وعبد الرَّحمن على ترك رجل لَمْ أحدث عنه، فإذا
اختلفا أخذت بقول عبد الرَّحمن لأنه أقصدهما، وكان في يحيى تشدد، وكان
عبد الرَّحمن أعلم الناس.
وقال محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي: سمعت علي بن المديني يقول
غير مرّة: والله لو حلفت بين الركن والمقام، لحلفت بالله أني لَمْ أر أحدًا قط
أعلم بالحديث من عبد الرَّحمن بن مهدي.
وقال نعيم بن حماد: قلت لعبد الرَّحمن بن مهدي: كيف تعرف الصحيح
من غيره؟ قال: كما يعرف الطبيب المجنون.
وعن عبد الرَّحمن وسئل: إنك تقول هذا ضعيف، وهذا قوي، فعم ذاك؟
فقال: لو أتيت الناقد فقال: هذا جيد وهذا سَتَوَّقٌ (?) وهذا نبهرج (?)، اكنت
تسأله عم ذاك أو كنت تسلم له؟ هذا بطول المجالسة والمناظرة والمذاكرة، والعلم به.