العاتكة: نِعْمَ الرجل، والأوزاعي خير من يمشي على الأرض، وأنت ميت كذا

وكذا، فما جاءت الظهر حتى مات.

وقال الوليد بن مَزْيَد: كان الأوزاعي من العبادة على شيء، لَمْ يسمع بأحد

قوي عليه، ما أتى عليه زوال قط إلَّا وهو فيه قائم يصلي.

وقال الوليد بن مسلم: ما رأيت أكثر اجتهادًا في العبادة من الأوزاعي.

وقال ضمرة: حججتُ مع الأوزاعي سنة خمسين ومائة، فما رأيته مضطجعًا

في المَحْمل، كان يصلي، فإذا غلبهُ النوم استند إلى القَتْب.

وقال بشر بن المنذر: رأيت الأوزاعي كأنه أعمى من الخُشُوع.

وقال إسحاق بن خالد: سمعت أبا مسهر يقول: كان الأوزاعي يتبسم أحيانًا

ولا يضحك، وكان يحيى الليل صلاة وقرآنًا وبكاءً.

وأخبرني بعض إخواني، أن أمه كانت تدخل منزل الأوزاعي وتتفقد موضع

مُصلاه فتجده رطبًا من دموعه في الليل.

وقال الوليد بن مزيد: سمعت الأوزاعي يقول: إذا أراد الله بقوم

شرًّا فتح عليهم الجدل، ومنعهم العمل.

وقال عقبة بن علقمة وغيره: أريد الأوزاعي على القضاء فامتنع، فتركوه.

وروى [هاشم] (?) بن مرثد الطبراني عن أحمد بن الغمر الطبراني قال:

نزل عبد الله (بن) (?) علي بحماة، فبعث إلى الأوزاعي فأشخص إليه، فنزل

على ثور بن يزيد، قال الأوزاعي: فلم يزل ثور يتكلم في القدر من بعد العشاء

إلى الفجر وأنا. ساكت، فصليت، ثم أتيت حماة فأدخلت على عبد الله بن

علي، فقال: يا أوزاعي، أَيُعَدُّ مقامنا هذا أو مسيرنا رباطًا؟ فقلت: جاءت

الآثار عن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال: "من كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته

إلى الله ورسوله".

وقال [عتبة] (?) بن حماد القارئ: حَدَّثَنَا الأوزاعي، قال: بعث عبد الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015