فالشافعي؟ قال: حديث صحيح، ورأي صحيح. قلت: فآخر؟ قال: لا

حديث، ولا رأي.

روى منصور بن أبي مُزاحم، عن أبي عبيد الله كاتب المنصور،

قال: كانت ترد على المنصور كتب من الأوزاعي يتعجب منها، ويَعجَز كُتابُه

عنها، فكانت تنسخ في دفاتر وتوضع بين يدي المنصور، فيكثر النظر فيها

استحساناً لألفاظها، فقال لسليمان بن [مجالد] (?) وكان من أحظى كتٌابُهُ عنده:

ينبغي أن تجيب الأوزاعي، قال: والله ما أحْسِنُ ذلك؟ وإنما أردُّ عليه ما أحْسِنُ

وإن له نظمًا في الكتب لا أظن أحدًا من جميع الناس يقدر على إجابته عنه، وأنا

أستعين بألفاظه ممن نكاتبه.

وقال الوليد بن مسلم: ما كنت أحرص على السماع من الأوزاعي، حتى

رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام والأوزاعي إلى جنبه، فقلت: يا رسول الله، عمَّن

أحمل العلم؟ قال: عن هذا، وأشار إلى الأوزاعي.

وقال عمرو بن (أبي) (?) سلمة التنيسي: سمعت الأوزاعي يقول: رأيت

كأن ملكين عَرَجا بي وأوقفاني بين يدي رب العِزَّة، فقال لي: أنت عبدي

عبد الرحمن الذي تأمر بالمعروف [وتنهى عن المنكر] (?)؟ فقلت: بعزتك رب،

أنت أعلم.

وقال عبد الحميد بن بكار (?)، عن محمد بن شعيب قال: قال لي شيخ:

أنا ميت يوم كذا، فلما كان ذلك اليوم أتيته وهو يَتَفَلى في صَحْن الجامع،

فقال: ما أخذتم السرير؟ خذوه لي.

قلت: ما تقول- يرحمك الله؟ قال: رأيت في المنام كان طائرًا وقع على

ركن من أركان هذه القبة فسمعته يقول: [فلان] (?) قَدَري، وعثمان بن أبي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015