والنَّار ضاحيةٌ لابد مورِدُها ... وليس يَدْرُونَ من ينجو ومن يقعُ

وطارت الصُّحفُ في الأيدي (منشرة) (?) ... فيها السرائر والجبار مطلعُ

فكيف سهُوكَ والأنباءُ واقعةٌ ... عما قليلٍ ولا تدري بما تقعُ

إما الجنانُ وعيش لا انقضاء له ... أم الجحيم فلا تبقي ولا تدعُ

تهوي بساكنها طورًا وترفعه ... إذا رَجَوا مَخرَجًا من غمها قمعُوا

فلينفع العلمُ قبل الموت عالِمَه ... قد سال قومٌ بها الرُّجعى فما رجعُوا (?)

وقال محمد بن إسحاق السراج: أنشدني يعقوب بن محمد الأصبهاني لابن

المبارك:

أبإِذْن نزلتَ (بي) (?) يا مشيبُ ... أي عيشٍ وقد نزلتَ بطيبُ

وكفى الشيبُ واعظًا غير أني ... آملُ العيشَ والمماتُ قريبُ

كم أنادي الشبابَ إذ بان مني ... وندائي مُوَلِّيًّا ما يجيبُ

وعن ابن المبارك قال:

جربت نفسي فما وجدت لها ... من بعد تقوى الإلهِ كالأدبِ

في كل حالاتها وإنْ كَرِهَت ... أفضل من صمتها عن الكذبِ

أو غيبة الناس إنَّ غيبتَهم ... حرمها ذو الجلالِ في الكتبِ

قلت لها طائعًا وأُكْرهُهَا ... العلم والحلم زَينُ ذي الحسبِ

إن كان من فضةٍ كلامُكِ يا ... نفسُ فإن السكوتَ من ذهبِ

قال أبو إسحاق الطالقاني: كنت عند ابن المبارك فانهار القَهَنْدَز (?) فأتي

بسنَّين، فَوزَنَ أحدهما فوجد فيه منوان، فقال عبد الله:

أتيت بسنَّين قد رُمَّتَا ... من الحِصْنِ لما أثاروا الدَّفينا

على ورن مَتْوَيْنِ إحداهما ... تقل به الكف شيئًا رزينا

ثلاثون سنًّا على قدرها ... تباركت يا أحسنَ الخالقينا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015