فماذا يقوم لأفواهها ... وما كان يملأ تلك البطونا

إذا ما تذَكَّرْت أجسامَهُم ... تصاغَرَت النفسُ حتى تَهُونا

وَكُلٌّ على ذاك ذَاقَ الردى ... فبادوا جميعًا فهمْ هامدونا

ولابن المبارك:

رأيتُ الذنوبَ تُمِيتُ [القلوبَ] (?) ... وتورثُها الذُّلَّ إِدْمَانها

وتركُ الذنوبِ حياةُ القلوبِ ... وخيرٌ لنفسِكَ عِصْيَانها

وهل بدل الدينُ إلا الملوكَ ... وأحبارَ سوءٍ ورهبانها

لقد رتع القوم في جيفةٍ ... تبينْ لذي العقلَِ إنتانها

قال (أحمد) (?) بن عبد الله العجلي: حدثني أبي قال: لما احتضر ابن

المبارك جعل رجل يلقنه: قل: لا إله إلا الله. فأكثر عليه، فقال: إنك لست

تحسن، أخاف أن تؤذي بها مسلمًا بعدي، إذا لقنتني فقلت: لا إله إلا الله، ثم

لم أحدث كلامًا بعدها فدعني، فإذا تكلمت بعدها فلقني حتى تكون آخر كلامي،

وقيل: إن الرشيد لما بلغه موت ابن المبارك قال: اليوم مات سيد العلماء،

فيقال: إن الرشيد جلس للعزاء، وأمر الناس أن يعزوه به وقال: هو الذي

يقول:

الله يدفع بالسلطان معضلةً ... عن ديننا رحمةً منه ورضوانا

لولا الأئمة لم تأمن لنا سبلُ ... وكان أضْعَفَنا نهبًا لأقوانا

ثم قال: . من سمع هذا من ابن المبارك مع فضله وزهده ولا يعرف حقنا؟ !

وقال إبراهيم بن الأشعث: سمعت محمد بن الفضيل بن عياض يقول:

رأيت ابن االمبارك في النوم، فقلت: أي العمل أفضل؟ قال: الأمر الذي كنت

فيه. قلت: الرباط والجهاد؟ قال: نعم. قلت: فما صنع (بك) (?) ربك؟

قال غفر لي مغفرة ما بعدها مغفرة، ورأيت له منامان أخر، ومن أراد التبحر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015