قال: وقلت لابن المبارك: كيف نعرف ربنا؟ قال: في السماء على العرش.
قلت: إن الجهمية تقول هذا. قال: لا تقول كما (قالت) (?) الجهمية: هو
مَعَنا هاهنا وهاهنا. وروي أن ابن المبارك مرَّ براهب عند مقبرة ومزبله فناداه: يا
راهب، إن عندك كنزين: كنز الرجال، وكنز الأموال فيهما معتبر.
وقال أحمد الدورقي: ثنا حبان قال: رأيت سفرة ابن المبارك تجر على عجلة.
وقال أبو إسحاق الطالقاني: رأيت بعيرين مملوئين دجاجًا مشويًا لسفرة ابن المبارك.
وقال ابن سهم الأنطاكي: كنت مع ابن المبارك فكان يأكل كل يوم، ويشوى
له جدي، ويتخذ له فالوذج، فكلم في ذلك، قال: إني دفعت إلى وكيلي
ألف دينار وأمرته أن يوسع علينا.
وقال الحسن بن حماد الكوفي: دخل أبو أسامة على ابن المبارك فوجد في
وجهبما أثر الضُّرِّ فلما ذهب وجه إليه ابن المبارك أربعة آلاف درهم.
وقال المسيب بن واضح: أرسل ابن المبارك إلى أبي بكر بن عياش أربعة
آلاف درهم، فقال: سُدَّ بها فتنة القوم عنك.
وقاك عيسى بن يونس: كان ابن المبارك يقدم ومعه الغلمة الخراسانية، والبَزَّة
الحسنة، فيصل العلماء ويعطيهم.
وقال نعيم بن حماد: قدم ابن المبارك (أَيْلَة) (?) على يونس ومعه غلام
مفرغ لضرب الفالوذج يتخده لأصحاب الحديث.
وشعر ابن المبارك كثير، في غاية الجودة. و [ما] (?) أحسن قوله الذي رواه
عنه ابن سهم الأنطاكي:
وكليف قرَّ تْ لأهل العلم أعينهم ... أو استلذوا لذيذَ النومِ أو هجعوا