محمد عبد الرحمن بن أبي عمر. الحنبلي، والقاسم بن (عتبة) (?)
الإربلي، والمسلم بن علان القيسي، وطبقتهم من أصحاب ابن طبرزد
وحنبل واْلكندي، ولم يزل يسمع إلى أن كتب عن أصحاب ابن عبد
الدائم، وسمع بمصر من العز الحراني وخلق، وبالإسكندرية وحماة
وحمص وحلب والقدس ونابلس وبعلبك وغيرها، وبرع في فنون
الحديث: معا نيه، ولغاته، ودقهه، وعلله، وصحيحه، وسقيمه،
ورجاله، فلم ير مثله في معناه، ولا رأى هو مثل نفسه، مع الإتقان
والصدق وحسن الخط، والديانة وحسن الأخلاق، والسمت الحسن،
والهدي الصالح، والتصوف، والخير، والإقتصاد، في المعيشة
واللباس، والملازمة للاشتغال والسماع، مع العقل التام، والرزانة،
والفهم، وصحة الإدراك، فجاء هذا الكتاب بخطه في خمسمائة
وعشرين كراسًا من القطع الكبير، أتى فيه بكل نفيسة، وبالغ، ولم
يأل في استيفاء شيوخ الشخص، وروايته وغرائبه وموافقاته وعدالته
وجرحاته ومناقبه وهناته وعمره ووفاته، فبقي حسرة على من لم يحصله
من الفضلاء، ولهفة على من أعوزه الإمكان.
فالتمس مني بعض الأخلاء اختصاره، والإتيان بالأهم فالأهم،
وكان كله في حكم المهم.
فقلت: لو صنفت له شرحًا لكان أولى من أن أوليه تنقيصًا وطرحًا،
ثم فكرت، ف! ذا (الأعمار) (?) مولية، والهمم قصيرة، وضروريات
الكتاب مُحتاج إليها في الجملة؛ فاختصرته (مثبتًا) (?) لذلك، تاركًا
للتطويل، آتيًا بزيادات قليلة.
أقول في أولها: "قلت" والله حسبي ونعم الوكيل.