بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله العلي الكبير، اللطيف الخبير، الولي النصير السميع
البصير، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له ولا نظير، وأشهد
أن محمدًا عبده المصطفى، ورسوله النذير، شهادة منجية من [عذاب] (?)
السعير، ومقالة موجبة حسن المصير، وصلاته وسلامه على المصطفين
من عباده أولي العزم والتشمير، خصوصًا على عبده أبي القاسم خير
البشر الذي هو أحب إلينا من أنفسنا وأهلينا وأموالنا، صلاة دائمة إلى
يوم الدين.
أما بعد؛ أسأل الله التوفيق، فهذا كتاب اختصار تهذيب الكمال في
أسماء الرجالى، ومن أمره: أنه كتاب جامع كامل، عديم المثل، فَارِع
المئونةَ، كلما ازداد فيه المحذَث تبحرَا، زاد به عجبًا وتحيرَّا، وكلما رأى
الحافظ فيه وشيَّا مُحبَّرًا، زاد بمطالعته إعجابَّا وتبخترًا، ومهما رام الناقد
له تفتيشًا وتتبعًا، أعياه ذلك وانقلب خاسئا متفكرًا، [وقد] (?): عَزَّ
والله وجود من يعرف مقداره، وعدم نظير مصنفه، وأنَّى مثل الإمام
الأوحد، العالم الحجة المأمون، شرف المحدثين، عمدة النقاد، شيخنا
وصاحب معضلاتنا جمال الدين أبي الحجاج يوسف بن الذكي
عبد الرحمن بن يوسف بن عبد الملك بن يوسف بن علي بن أبي الزهر
القضاعي الكلبي المزي الدمشقي، بارك الله في عمره وحسناته، ورفع
في عليين درجاته، مولده في سنة أربع وخمسين وستمائة بظاهر حلب،
ونشأ بالمِزة ظاهر دمشق، فحفظ القرآن في صغره، وقرأ شيئًا من الفقة
والعربية.
ثم دخل البلد، وشرع في طلب الحديث بنفسه وله عشرون
سنة، فسمع الكثير من أبي العباس أحمد بن سلامة الحداد، والإمام أبي