أعذنا من الطغيان والزيغ والردى ... وخذ بنواصينا لأسنى الفضائل
وأصلح لنا النيات فيما تقوله ... ونفعله يا مستجب الأرامل
قد قدمنا أن الدويش لما أن خذله الله تعالى وأثخن بالجراح جاء نسائه وأطفاله يشفعون له لدى ابن سعود، فرقَّ له وعفى عنه وألزم طبيبه الخاص "مدحت شيخ الأرض" أن يداوي جراحه ويتعاهد صحته، كما أن الأمير سلطان بن بجاد سلم نفسه إلى ابن سعود بعد فراره من موضع الواقعة "السبلة" إلى الغطغط، فأمر به ابن سعود وأناس معه أن يودعوا في السجن، ولما لبث في سجن الرياض عدة سنين نقلوا إلى سجن الإحساء ووافتهم المنية هناك فالله المستعان.
وكان صاحب الجلالة عبد العزيز بعدما انتهت الواقعة عاد إلى شقراء، وبعدما ألقي القبض على ابن حميد أمر ابنه سعودًا أن يذهب إلى هجرته الغطغط ويأخذ جميع ما فيها من السلاح، ثم يهدم الهجرة ويبيدها، فنفذت الأوامر بسرعة ذلك جزاء بما كسبت يداه، ثم إنه بعدما رجع ابن سعود من الحج سيَّر خالد بن محمد بن عبد الرحمن الفيصل ومعه سرية من الجند إلى عتيبة لتأديب "مقعد الدهينة" ومن تبعه من عتيبة وبني عبد الله وأمر عمر بن ربيعان رئيس قبائل عتيبة الموالين لابن سعود أن يسير لمساعدة الأمير وخرج خالد بن منصور بن لؤي ومعه جند كثير من أهل الخرمة ورنية وما حولها لتأديب الخارجين كما أنه زحف محمد بن سحيمي أحد رؤساء قحطان ومعه جند كثير من أهل الحجاز لهذه الغاية فلما رأى "الدهينة" وأصحابه من عتيبة وبني عبد الله من مطير أن الأخطار قد أحاطت بهم تشتتوا وفر الدهينة وجماعة معه من العصاة فانضموا إلى الدويش وأبي الكلاب، والعجمان غير أن الله تعالى ألقى عليه الذل فكسروا وعادوا خائبين كما تقدمت الإشارة إلى ما صنعه بهم العوازم.
وقال الشيخ صالح بن عبد العزيز بن عثيمين الأديب الشاعر من أهالي بريدة