إلى الحزول فوجدوا بها إبلًا وأنعامًا كثيرة فنهبوها ومضوا فرحين بغنائمهم التي ظفروا بها بدون قتال، فلما سمع صاحب السمو الملكي عبد العزيز بن مساعد بخبرهم، وكان على "قبة" ومعه "الفرم" و"ابن نهير" خرجوا نحوهم، وكان ابن مساعد لما بلغه أمرهم لم يطق صبرًا بل نهض مجدًا في السير بجنوده، وكان أحزم الثلاثة، ولما زحف الأمير ابن مساعد بما معه من الجنود يتبع آثار الجناة الذاهبين لم يجدوهم حتى وصلوا "البشوك" فاستراحوا قليلًا ثم غادروه إلى "أم أرضمة" وأقاموا بها ثلاثة أيام يستطلعون فيها أنباء الأشرار، فلم يقفوا لهم على خبر، فاضطروا إلى مبارحتها إلى لينة، فلما كان يوم السبت 4 ربيع الثاني سار ابن مساعد بجيوشه يقطع القفار في طلب أولئك، فلما أشرف على خرق رغيب يسمى "طيارات" أبصر على البعد ولد الدويش ومن معه آيبين من الحزول معه الغنائم الكثيرة يريدون ورد "أم أرضمة" فكانت عليهم حملة شديدة وطوقهم، فدام القتال خمس ساعات، ثم انتهت المعركة بقتل عبد العزيز الدويش وجماعة ابن مشهور.
أما فرحان بن مشهور فقد كان غائبًا لحسن حظه وسلم من القتل، وقتل رجال مطير وفر الأحياء منهزمين، إلا أن الجنود والفرسان السعودية طوقتهم فقبضوا على جميعهم، وكانوا مائتين من المقاتلة، فقدموا إلى المحكمة العسكرية التي يرأسها ابن مساعد، فحكم عليهم بالإعدام ذلك بأنهم بغاة جناة عاهدوا ثم نكثوا، ثم عاهدو ثم غدروا، ثم عاهدوا ثم نقضوا وقتلوا الأبرياء، وما نفع فيهم عفو ولا صفح فأطار سيف الحق والعدالة مائتي رأس من رؤوس البغاة ليشاركوا إخوانهم في المعركة، وما نجى إلا رجلان استطاعا الفرار على فرسيهما من المعركة ومضيا إلى الدويش، تلك وقعة "أم أرضمة" التي قتل فيها سبعمائة مقاتل من الفئة الباغية، وعادت على الدويش بالخيبة والفشل.
وقد كثر الشعراء من القصيدة تهنئة الظافر في تلك الوقعات عربيًا ونبطيًا، فمن ذلك قصيدة أنشأها الأديب صالح بن عبد العزيز بن عثيمين، ومنها قصيدة نبطية طويلة أنشأها ابن زيد صاحب الداخلة، ومنه قصيدة أنشأها الأخ في الله