وإن وعدوا أوفوا وإن قدروا عفوا ... وإن حكموهم أقسطوا في المحكم

يصونون بالأموال أعراض مجدهم ... إذا ظن بالأحوال كل مذمم

وهم يرخصون الروح في حومة الوغى ... إذا كع عنها كل ليث غشمشم

أولئك أوتاد البلاد ونورها ... صنائعهم فيها مواقع أنجم

مضوا وهم للناس في الدين قادة ... مفاتيح للخيرات في كل موسم

فلما غشانا بعدهم ليل فتنة ... به عم نهب المال والسفك للدم

أغاث إله العالمين عباده ... بمن شاد ركن الدين بعد التثلم

إمام الهدى عبد العزيز بن فيصل ... سمام العدى بحر الندى والتكرم

همام أفادته القنا وسيوفه ... وهماته أن يمتطي كل معظم

هو القائد الجود العناجيج شزبا ... وكل فتى يحمي الحقيقة ضيغم

جحافل يغشى الطير في الجو نقعها ... ويزعجن وحش الأرض من كل مجثم

فأمنها بالله من أرض جلق ... إلى عدن مستسلمًا كل مجرم

فلا متهم يخشى ظلامة منجد ... ولا منجد يخشى ظلامة منهم

فما أعظم النعمى علينا بملكه ... ولكن بعض الناس عن رشده عمى

لك الفضل لو ترغم أنوف معاشر ... سروا في دجا من حالك مظلم

يعيبون بالشيء الذي يأخذونه ... فوا عجبًا من ظالم متظلم

تنزهت عن فعل الملوك الذين هم ... دعوا أمراء المؤمنين بمحكم

فلا شاربًا خمرًا ولا سامعًا غنى ... إذا نقرت أوتاره للترنم

ولا قول مأمون نحلت ولا الذي ... أتى بعده في عصره المتقدم

وكلهم يدعى خليفة وقته ... وطاعته فرضٌ على كل مسلم

ولكن نصرت الحق جهدك واعتلت ... بك السنة الغراء في كل معلم

فأصبحت الدنيا وريفًا ظلالها ... عروسًا تباهي كل بكرٍ وأيم

وألفت شمل المسلمين وقد غدوا ... أيادي سبا ما بين فذٍ وتوأم

عفوت عن الجاني وأرضيت محسنا ... وعدت بإفضالٍ على كل معدم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015