وإذا كان عبد العزيز يريد أن يسير بالمملكة إلى الأمام بتعمير المساجد وطبع الكتب وبعث بعثات من الشبان النجديين والحجازين إلى أوربا ومصر لتلقى العلوم والصناعات وأسس دار الكسوة للكعبة المعظمة وغير ذلك فما يصنع بهذه الأحجار التي وقفت في الطريق وحيرت الألباب.

ولما أن رأى ابن سعود حروجة الموقف اضطر إلى امتشاق الحسام ضرورة وفي شهر شعبان قدم وافدًا على صاحب الجلالة الملك المعظم يريد أن ينشد بين يديه هذه القصيدة الأستاذ الشيخ محمد بن عبد الله بن عثيمين بمناسبة الجمعية العمومية في الرياض:

أجل إنه ربع الحبيب فسلم ... وقف نتبين ضاعنا من مخيم

معاهد حل الحسن فيها نطاقه ... وقرة عين الناعم المتنعم

عهدت بها بيضا أوانس كالدمى ... غرائر ملهى للمحب المتيم

عوابث بالألباب من غير ريبة ... نوافر بالأبدان عن كل مأتم

وقفنا جنوحًا بالربوع فواجم ... وأخر قد أدمى الأصابع بالفم

فقلت لصحبي رفعوا العيس والطموا ... بأخفافها ظهر الصعيد المركم

نجائب لولا أن عرفنا فحولها ... لقلنا لهيق خاضب الساق أصلم

طوينا بها حزن الفلا وسهوله ... وقد خضبته من ظلاف ومنسم

إذا ما أدرنا كأس ذكرك بيننا ... يكدن يطرن بين نسر ومرزم

يردن المكان الخصب والملك الذي ... إليه بنوا الآمال بالقصد ترتمي

أمام بني الدنيا الذي شهدت له ... على رغمها أملاكها بالتقدم

هو الملك الحامي حمى الدين بالتقى ... وسمر العوالي ركبت كل لهذم

له هزة في الجود تفني عفاته ... وأخرى بها حتف الكمي المعلم

له سلف يعلو المنابر ذكرهم ... وينحط عنه قدر كل معظم

هم أوضحوا للناس نهج نبيهم ... بمحكم آيات وشفرة مخدم

ليوث إذا لاقوا بدور إذا انتدوا ... غيوث إذا أعطوا جبال لمحتم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015