فلو أنهم أعطوا المنى في حياتهم ... وقوك الردى منهم بكل مطهم

فلولاك لم تحل الحياة ولم يكن ... إليهم لذيذًا كل شربٍ مطعم

بنيت بيوت المجد بالبيض والقنا ... وسدت بني الدنيا بفضل التكرم

وما الجود إلا صورةً أنت روحها ... ولولاك أضحى كالرميم المرمم

وطاب لأهل المكتين مقامهم ... وقبلك كانوا بين ذلٍ ومغرم

يسومونهم أعرابهم وولاتهم ... من الخسف سوم المستهان المهضم

فأضحوا وهم عن ذا وذاك بنجوةٍ ... محلهم في أمنه مثل محرم

فسمعًا بني الإسلام سمعًا فما لكم ... رشادٌ سوى في طاعة المتيم

أديموا عباد الله تحديق ناظرٍ ... بعيني فؤادٍ لا بعين التوهم

إلى أن قال:

ففي رأيه إصلاح ما قد جهلتم ... وفي سيفه سمٌّ يداف بعلقم

أليس الذي قد قعقع البيض بالقنا ... وخضبها من كل هامٍ ولهذم

وأنعل جرد الخيل هام عداته ... كان حواميها خضبن بعندم

دعوا الليث لا تستغضبوه فربما ... يهيج بدهيًا تقصم الظهر صيلم

فما هو إلا ما علمتم وما جرى ... بأسماعكم لا بالحديث المرجم

وقائع لا ما كان بالشعب ندها ... ولا يوم ذي قار ولا يوم ملهم

يحدث عنها شاهدٌ ومبلغٌ ... وينقلها مستأخر عن مقدم

لها أخواتٌ عنده أن تصعرت ... خدود بتسويل الغرور المرجم

جوادٌ بما يحوي بخيلٍ بعرضه ... وإن ضرسته الحرب لم يتألم

أخوها وما أوفت على العشر سنه ... يحش لظاها بالوشيج المقوم

إليك إمام المسلمين زفتتها ... لها بك فخرٌ بين عربٍ وأعجم

وقال شاعر نجد محمد بن عثيمين قبل هذه قصيدة عظيمة منوها بمناقب صاحب الجلالة ومذكرًا للدويش وقومه بسطواته، وإنه ينبغي أن يتراجعوا عن غيهم وبغيهم لئلا يكونوا عبرة لغيرهم، ويشرح صفات عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015