والده قاضي المذنب وكان المترجم سمحًا لين العريكة عاقلًا وديعًا وكلاهما من خيرة تلامذة الشيخ عمر بن سليم رحمة الله عليهما وقد توفاهما الله تعالى في سن الشباب وفي حال طلب العلم وعلى أحسن حالة تسر المحب الوفاة عليها وقد أصيب الدين وأهله بوفاتهم فإنا لله وإنا إليه راجعون ولي من أبيات في رثائهم:

لهم في فنون العلم باع طويلة ... بهمة منهوم لنيل الفضائل

وتغدوا إلى نحو العلا همم لهم ... تسرح أفكارًا وتأتي بالمسائل

إذا قيل من للمشكلات يحلها ... ويكشف خاف بالبحوث الجزائل

ويحمي حما التوحيد من كل غادر ... جهول خبيث من عتاة الأراذل

بنحو وقرآن وفقه وحجة ... يقررها الوحيان طبق المشاكل

تجدهم بما حازوا يفوقون قرنهم ... بعزم وإقدام صفات الأماثل

وإن أشكلت يومًا غموض بحوثها ... وضل بها النحرير سبل الأفاضل

ودام على إشكاله كل غامض ... وأعيا فخباها كبير المحافل

فيكشف كل قناع عويصها ... ويجلو محياها سريعًا بعاجل

وتلك لعمري للخصال حميدة ... تقربها عين اللبيب وكامل

حياة بلا علم حياة ذميمة ... كحال ذوي الجهل أهيل التغافل

إذا قيل قال الله قال رسوله ... تجدهم صدودًا عاقهم كل شاغل

فسحقًا لمن قد فاته رقي رتبة ... لها شمخت أعلام أهل الفضائل

إن الحكومة السعودية قد مكن الله لها في الأرض وأصبحت في نعمة وعز وكرامة غير أنها أصيبت بهذه المحنة وهي ثورة الإخوان وما يترتب من صنيعهم لأنهم قد أخافوا الشعب وأحدثوا هذه المشاغبة وأصبح صاحب العظمة حائرًا في معالجتهم ومعاملتهم وأشد شيء إنما هو شماتة الأعداء بهذا الانشقاق وما أحسن ما قيل:

تجاف عن العتبى فما الذنب واحد ... وهب لصروف الدهر ما أنت واجد

إذا خانك الأدنى الذي أنت خله ... فوا عجبًا إن سالمتك الأباعد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015