لقد كان للأخوان ركنًا وموئلا ... وغيظًا لأهل الزيغ من كل طاغيا
سقا قبره مولاي وابل رحمة ... وهتان عفو مع رضا متواليا
وأسكنه في جنة الخلد منزلا ... وبوأه في الفردوس ما كان عاليا
فوا حسرتي والوعتي وامصيبتي ... على فقد أهل العلم من كل هاديا
فموت رعاة الشرع في الدين ثلمة ... ونقص على كل البرية آتيا
على العلم فليبكي ذوو الدين والهدى ... فلا رغبة في حضرها والبواديا
فحق لعيني أن تريق دموعها ... على السادة الأمجاد أهل المعاليا
لقد قل أهل العلم في كل بلدة ... وقل بها الطلاب والجهل فاشيا
وقد صار إقبال الورى واحتيالهم ... على هذه الدنيا فيا عظم ما بيا
ويا أيها الإخوان صبرًا على الذي ... يقدره الرحمن من كل ماضيا
فذى سنة المولى الكريم بخلقه ... قضاء من الرحمن والكل فانيا
ويا رب يا مولاي يا مالك الورى ... ويا خير مرجو لكشف الدواهيا
تمتعنا بأشياخنا أنجم الهدى ... يفيدون أهل الجهل من كل غاويا
فلولا هموا ما كان في العيش لذة ... ولم نعرف الحق ولا كيف نأتيا
ولولا هموا في الأرض مادت أهلها ... ولكنهم كانوا لها كالرواسيا
ولولا هموا كانت ظلامًا بأهلها ... ولكنهم مثل النجوم الدراريا
ولولا هموا ما كان في الأرض مسلم ... فيا ويح من كان حيران ساهيا
فكم جاهل أحبوه بالعلم والهدى ... وكم قمعوا من مشرك كان طاغيا
جزاهم إله الناس خيرًا ورحمة ... وأسكنهم الفردوس أعلى العلاليا
ويا رب وفق للسداد إمامنا ... إمام همام فائق الصيت عاليا
ويا رب تبقيه على الدين والتقى ... على سنة المعصوم أفضل هاديا
ينفذ أحكام الشريعة في الورى ... ويحمي حمى الإِسلام من كل باغيا
ويجمع شمل المسلمين بعدله ... ويدأب في قمع الخبيث المعاديا
فإنك يا ربي على الكل قادر ... وأمرك قهار لكل مناويا