وأسألك اللهم غفر ذنوبه ... وعفوك عنه يا سميعًا لطالب
لأن كان شيخ العلم أضحى مفارقًا ... ففينا أخو السمحاء غيظ المحارب
وذاك إمام الدين من شاع ذكره ... وفاق الورى من عجمها والأعارب
عنيت به عبد العزيز الذي غدى ... يحامي على دين الهدى بالقواضب
فلا زال في حفظٍ وعزٍ ورفعةٍ ... من الملك الرحمن مسدي المواهب
وأبقاه ربي في أمان وغبطةٍ ... وبلغه ما يبتغي من مأرب
وصل إلهي كل حين وساعة ... على خاتم الرسل الكرام الأطايب
وآل وأصحاب ومن كان تابعًا ... على نهجهم ما أنهل ودق السحائب
ومما قال الفقير إلى الله تعالى حمد بن مزيد يرثي الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف قدس الله روحه ونور ضريحه وتغمده برحمته إنه أرحم الراحمين:
أيا عين جودي بالدموع السواجم ... ونحي الكرى عني فلست بنائم
ويا حزني لا تبرح الدهر نازلًا ... ويا شجوتي دومي وللقلب لازم
ويا حر قلبي لا تزل متلهبًا ... ويا لوعتي حلي فؤادي وداومي
ويا كبدي ذوبي أسًا وتصدعي ... ويا نفس كفي عن لذيذ المطاعم
ويا فرحي مع سلوتي ومسرتي ... ويا طيب نفسي فارقيني وصارم
فقد مات شمس الدين قطب رحى الهدي ... حليف العلى بحر الندى والمكارم
إمام الهدى بدر الدجى معدن الوفا ... ومصباح دين الله بين العوالم
وشيخ الورى بل قدوة الناس كلهم ... به يقتدى بل يهتدى للمعالم
وصفوة أهل العصر طرًا وخيرهم ... سلالة ساداتٍ هداةٍ أكارم
هموا جددوا دين الهدى بعد أن عفت ... مآثره في عربها والأعاجم
وأحيوا رسومًا دائراتٍ وأطدوا ... قواعد رشدٍ هدها كل ظالم
جزاهم إله الناس روحًا ورحمةً ... وأسكنهم في الخلد أرحم راحم
فسار على مناهجهم وطريقهم ... يشدُّ ويرفا ما وهي من دعائم
إلى أن توفاه الإله على الهدى ... فلله ربي الحمد أحكم حاكم