أديبٌ مهيبٌ قانتٌ ذو تبسم ... وليس لأرباب الضلال يصاحب
حسامٌ على الكفار من كل مبطلٍ ... وليس على أهل الهداء بعائب
حليمٌ عليه للوقار مهابةً ... وثابت رأيٍ في اشتداد النوائب
تقيٌ نقيٌ صادقٌ ذو سماحةٍ ... وذو خلقٍ زاك وليس بناكب
أبي وفيٌ ما له من مماثل ... ولا مشبه في شرقها والمغارب
تفرد في التقوى وفي العلم والحجا ... وكان لعمري ما له من مقارب
يرى نصرة الإسلام حقًا وواجبًا ... ويحمي حما السمحاء عن ثلب ثالب
مناقبه في الناس أضحت شهيرةً ... وليس بمحصيها يراع لكاتب
فوائده ذاعت بشرقٍ ومغربٍ ... وسارت بها الركبان فوق النجائب
له مجلسٌ بالعلم يزهر دائمًا ... تشد إليه مضمرات الركائب
ترى حوله من مبتغي الخير عصبةً ... يحفونه من مستفيدٍ وطالب
إليه أتى الطلاب من كل وجهةٍ ... لكي يردوا من صافيات المشارب
ويلقون ما قد أملوه وزائدًا ... من العلم والتحقيق خير المكاسب
لقد كان بدرًا في البسيطة ساطعًا ... وردمًا على الأعداء أهل المشاغب
له همة تسمو إلى المنتهى العلى ... فحل على هاماتها والغوارب
تفرع من قومٍ كرامٍ أعزةٍ ... لهم همةً فوق النجوم الثواقب
سعوا جهدهم في نصر سنة أحمد ... وحاطوا سياج الدين من كل جانب
جزاهم إله العرش عنا بفضله ... وفازوا من المولى بخير العواقب
أقول ودمع العين جارٍ بعبرةٍ ... على الخد مني مثل هطالٍ ساكب
إلا ذهب الشيخ التقي أخو الندى ... وكشافٍ وهمٍ مد لهم الغياهب
قضاءٌ قضاه الله جل جلاله ... وكان قضاء الله أغلب غالب
وإن عاش في الدنيا عزيزًا منعمًا ... فنرجوا له الجنات أعلى المطالب
فلا زال رضوان الإله يحفه ... وفاز بخيراتٍ حسان كواعب
ويا رب يا مولاي بوأه منزلًا ... بأعلى جنان الخلد مع كل صاحب