وفي كل العلوم له اطلاع ... فوا قلباه لما قيل أودي

حليم بل عليم ذو تقاء ... وذو زهد وخوف للوعيد

ترى الطلاب عاكفة عليه ... يميحون السائل كالورود

إذا ما قال قائلهم أفدنا ... أجاب بلا فتور أو جمود

برفق ثم إرشاد بعلم ... وأن تبحثه يأتي بالمزيد

لتبكيه المحافظ حيث لفت ... عن التدريس في الزمن السعيد

كذا الأقلام تبكي حيث جفت ... عن التسويد في الورق الجديد

ربوع الشيخ أمست دارسات ... وقد كانت تضيق من العديد

قلاها الراتعون بها زمانا ... كفقد المستفيد من المفيد

بدور العلم غابت عن أناس ... على الدنيا تواصوا بالخلود

وفي تحصيلها كدوا وجدوا ... ولم يدروا إذا النقص الشديد

إذا غابت رجال العلم منهم ... فباقيهم كأشباه القرود

أرانا موجعين بكل عام ... لنا حبر يواري في الصعيد

رزئنا الشيخ إبراهيم قدما ... ومفتي الوشم أنعم بالرشيد

فغابت شمسنا المومى إليها ... فتم العقد بالنبل الفريدي

ومفتيها إذا أشبكت فروع ... ولم يمتاز شوك من نضيد

سيعطيك الجواب بلا توان ... عليم بالزكي من النقود

سلام الله ما هبت رياح ... على من حل في بطن الصعيد

ورضوانًا وغفرانًا يوالا ... وإحسانًا إلى يوم المزيد

على أشياخنا أولاك كنا ... بهم نسمو على كل العبيد

فيا مولاي أوردهم جنانًا ... مع الأبرار في دار الخلود

ثم أنه امتدح الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف وأثنى على آبائه وأجداده ومراده بالشيح يعني أخاه المتقدم ذكر وفاته، وأما مفتي الوشم فهو الشيخ علي بن عيسى المتقدم ذكر وفاته في السنة التي قبلها فالله المستعان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015