له بكل ما يحتاج إليه من السلاح والذخيرة والمال، فمالي الطلب بل كتب إليهم كتابًا يقول فيه: إني عربي فلا أحارب العرب لأجل الدولة ورضاها وإني والإدريسي لعلى ولاء، والبلاد بعدية عنه أيضًا فلا يتمكن ابن سعود من محاربة أهلها، فاعادت الحكومة الطلب وإنهم يريدون أن يخص الإحساء بعسكر عربي لحماية تلك الناحية، فرفض عبد العزيز، ذلك ثم كتب إليه والي البصرة سليمان شفيق كمال باشا يسأله رأيه في أمراء العرب وشقاقهم وخروج بعضهم على الحكومة العثمانية، فكتب عبد العزيز إليه كتابًا، وإنه يفكر في الوحدة العربية منذ حين، وهذا صورة كتابه إلى والي البصرة، قال بعد البسملة:
من عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل إلى سليمان شفيق إنكم لم تحسنوا إلى العرب ولا عاملتموهم في الأقل بالعدل وأنا أعلم أن استشارتكم إياي إنما هي وسيلة استطلاع لتعلموا ما انطوت عليه مقاصدي، وهاكم رأيي ولكم أن تؤولوه كما تشاؤون، إنكم أنت المسؤولون عما في العرب من شقاق فقد اكتفيتم بأن تحكموا وما تمكنتم حتى من ذلك، وقد فاتكم أن الراعي مسؤول عن رعيته وقد فاتكم أن صاحب السيادة لا يستقيم أمره إلا بالعدل والإحسان، وقد فاتكم أن العرب لا ينامون على الضيم ولا يبالون إذا خسروا كل ما لديهم وسلمت كرامتهم، أردتم أن تحكموا العرب فتقضون إربكم منهم فلم تتوفقوا إلى شيء من هذا وذاك، لم تنفعوهم ولا نفعتم أنفسكم، وفي كل حال أنتم اليوم في حاجة إلى راحة البال لتتمكنوا من النظر الصائب في أموركم الجوهرية.
أما ما يختص منها بالعرب فإليكم رأي فيه: "إني أرى أن تدعوا رؤساء العرب كلهم كبيرهم وصغيرهم إلى مؤتمر يعقد في بلد الأسيادة ولا نفوذ فيه للحكومة العثمانية لتكون لهم حرية المذاكرة والغرض من هذا المؤتمر التعارف والتآلف، ثم تقرير أحد أمرين، أما أن تكون البلاد العربية كتلة سياسية واحدة يرأسها حاكم واحد، وأما أن تقسموها إلى ولايات فتحددون حدودها وتقيمون على رأس كل ولاية رجلًا كفوًا من كل الوجوه، وتربطونها بعضها ببعض بما هو عام مشترك من