المصالح والمؤسسات، وينبغي أن تكون هذه الولايات مستقلة استقلال إداريًا وتكونوا أنتم المشرفين عليها، فإذا تم ذلك فعلى كل أمير عربي أو رئيس ولاية أن يتعهد بأن يعضد زملائه ويكون وإياهم يدًا واحدة على كل من تجاوز حدوده أو أخل بما هو متفق عليه بيننا وبينكم" هذه هي الطريقة التي تستقيم فيها مصالحكم ومصالح العرب ويكون فيها الضربة القاضية على أعدائكم.
فلما أن بلغ ذلك والي البصرة استحسن هذا الرأي وأرسل به إلى الأستانة، ولكنه لم يستحسنه أولوا الأمر هناك بل سفهوه قائلين: يريد ابن سعود أن تجمع الكلمة بواسطتنا ولخير نفسه، وكانت سياستهم مبنية على ظنهم، فشرعوا يقاومون فكرة الوحدة سرًا وعلنًا بمساعدة عمالهم مباشرةً وبواسطة بعض أمراء العرب، وقد كان يومئذٍ جمال باشا السفاح في بغداد والشريف حسين في مكة، وابن رشيد في حائل، وكل هؤلاء يسمعون كلمة الأستانة ويطيعون، فطفق الشريف حسين بن علي يحرض القبائل على ابن سعود كعتيبة وغيرها، ولا بد أن نذكر عداء الحسين الشريف لعبد العزيز بن عبد الرحمن بن سعود، فإنه قام في هذه السنة يسعى ضد ابن سعود، وذلك لما يكنّه من العداء المتأصل لأهل نجد.
وفيها وفاة الشيخ حمد بن عبد العزيز رحمه الله تعالى وهذه ترجمته:
هو العالم العلامة الفقيه الزاهد المذكر العابد الشهم النبيه، الشيخ حمد بن عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز بن محمد بن حمد بن علي بن سلامة بن عمران العوسجي البدراني الدوسري، ولد في سنة 1245 هـ في بلدة ثادق، وأخذ العلم عن الشيخ عبد الرحمن بن حسن، وابنه الشيخ عبد اللطيف، والشيخ محمد بن مقرن، والشيخ عبد العزيز بن حسن، والشيخ عبد الرحمن بن عدوان، وأخذ الفرائض عن الشيخ عبد العزيز بن شلوان وغيرهم.
وكان بارعًا في جميع الفنون ويقظًا، قليل المثل في الشهامة والذكاء والديانة والعبادة كثير الخير، له قدم راسخ في العلوم الشرعية والفتيا، وله وقع في النفوس، وكان دمث الأخلاق قوي الجأش آمرًا بالمعروف وناهيًا عن المنكر، ولي قضاء