صاحب حائل ونزل الشعبية وأغار على قبيلة من مطير التابعة لابن سعود فقتل رئيسها وأصاب منه مغنمًا، فخرج الإمام عبد العزيز في طلب الخصم على ذلك الماء فلم يجده فأغار على قبائل حرب وشمّر وغنم أموالهم ثم رجع إلى الشعبية فأقام هناك يومًا يخمس الأخماس وقسم الغنائم.
فلما أن علم ابن سبهان بوجود ابن سعود في الشعبية زحف إليه، فعلم ابن سعود بزحفة فمشى حتى وصل وقت غروب الشمس إلى مكان في النفود يدعى الأشعلي، فنزله وشرع يتأهب للحرب، فأخرج البدو من المعسكر وأبعدهم عنه وأخرج الحضر إلى رأس النفود فتحصنوا فيها، فأمست الخيام خالية ثم أمر ألا تعقل الإبل التي غنموها من شمّر وحرب في هذه الوقعة والقصد في هذا لأن الطمع غريزة البدو فإذا سمعت الإبل إطلاق الرصاص فرت لأنها لم تعقل فيتبعها بوادي العدو ليغنموها، فلما انتصف الليل هجم صاحب حائل وما علم بما نصب له من الحبائل فقصد الخيام الخالية وأطلق الرصاص ففرت الإبل وذهبت ذخيرة العدو سدى، فلحقت بادية العدو تلك الإبل التي شردت، وكذلك أيضًا شردت بادية ابن سعود تحت جناح الليل والظلام، فلم يبقَ في الجيشين سوى الحضر.
فأرسل ابن سعود سرية لمناوشة من هجموا على الخيام، ثم بعد المناوشة أمرهم أن ينسحبوا، ففعلت فظن العدو أن ابن سعود معها وقد انهزم وأنى هيهات أنه ورجاله كانوا كامنين في رأس النفود.
فلما كان عند انفجار الصبح يوم 5 ربيع الأول أغار ومن معه على العدو، فكانت واقعة الأشعلي المشهورة، كان فيها النصر المبين لابن سعود، وخسر صاحب حائل عددًا كبيرًا من الرجال والرحال هناك ونكب بضربة تقهقر فيها ومن معه فارين إلى الشعيبية.
ثم عاد ابن سعود بعدها بحاضرته إلى قبة وكانت بواديه قد شردت، ثم إنها حصلت بعد الواقعة هدنة بين الفريقين سببها قلة الأمطار والضيق،