أما الإمارة فيها فإن ابن سعود بعدما أفادته التجارب ما كان ليؤمر فيها إلا رجلًا من أهل بيته، فجعل ابن عمه عبد الله بن جلوي أميرًا على بريدة، بل وعلى سائر مقاطعة القصيم وناهيك به عقلًا ورأيًا وشجاعةً وصرامةً، وشتت الله عز وجل آل مهنا.
وفيها وفاة مصطفى كامل. وفيها قتل أمير حائل سعود بن حمود آل رشيد، وكان قتله بمساعي آل سبهان بعدما حكم سنة وشهرين، قتل في الموضع الذي قتل فيه أخاه، وكان قد كثر منه الفتن والاضطرابات ونكث العهد.
ثم تولى الإمارة بعده في حائل آل سبهان، وبعث الأمير بوفد إلى ابن سعود، وقد قتل سعود هذا والأمور مائجة، وإنما تولى آل سبهان الإمارة لسعود بن عبد العزيز بن متعب بن رشيد الذي فر به أخواله عن آل عبيد.
وذلك بأن هذا الرجل كان لا يزال والعياذ بالله يسعى في الفتنة وله مؤامرات ضد آل سليم وآل الشيخ محمد بن عبد الوهاب، فشاءت الإرادة الإلهية والقدرة الربانية أن يحمل من بريدة إلى الرياض فقتل هناك.
وكان في بداية أمره عليه آثار الزهد والخمول ثم إنه اتصل بعباد القبور والأوثان وتربص بين أظهرهم، ثم قدم من تلك الأمصار يدخل بدعته وتشكيكه حتى اغتر به من قلَّ دينه وعلمه، فلا حيّاه الله ولا بياه.
وقد ألف العلماء كتبًا في الرد عليه كالشيخ سليمان بن سحمان وسما كتابه "الجيوش الربانية في كشف الشبه العمرية" وشتت الله عز وجل أهل الزيغ والريب بولاية آل سعود.
وتسمى هذه السنة بسنة الجوع وذلك لأن الله تعالى أنزل بالمسلمين مسغبة عظيمة وجوعًا شديدًا، وقد ورد في بعض الآثار أن الله عز وجل إذا أراد الجوع