وفي هذه السنة حصلت منافرة بين أمير بريدة حسن بن مهنا وبين القاضي محمد بن عبد الله بن سليم، فعزم الشيخ على السفر من بريدة إلى عنيزة، ولما سار الشيخ إلى عنيزة واستقر فيها دعى الأمير حسن بالشيخ محمد بن عمر بن سليم وهو ابن عم القاضي فأحضره لديه وعرض عليه قضاء بريدة، فأبى وقال للأمير ما كان لمثلي أن يسد ثلمة الشيخ، ولكني أشير عليك يا ابن مهنا أن ترد الشيخ إلى عمله فلئن طال مقامه في عنيزة واستوطنها يوشك أن لا تدركه فقدم الأمير وسعى في استجلاب الشيخ إلى بريدة، فأرسل إليه يسترضيه وبعث إليه وجعل يعتذر ويستعطف حتى رجع إلى وطنه بريدة وقد تزوج في عنيزة وولد له فيها.
وقد بعث إليه الشيخ عبد الله بن عبد العزيز الدوسري بكتاب وهو في عنيزة يحثه على القيام بأوامر الله تعالى وأن يصدع بالحق ولا يخشى ملامة لائم.
وهذه صورة الكتاب قال بعد البسملة: من عبد الله بن عبد العزيز الدوسري إلى جناب الشيخ المكرم محمد بن عبد الله آل سليم سلمه الله تعالى من الأسوى وألزمه كلمة التقوى أمين سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد فموجب الخط إبلاغك السلام والتحية والإكرام ومحب يحمد إليك الله على ما أعطاه من النعم وصرفه عنه من النقم جعلنا الله وإياكم لنعمه من الشاكرين وأوصيك يا أخي ونفسي بتقوى الله ولزوم طاعته والمحافظة على فرائضه وواجباته واجتناب مساخطه ومغاضبه، فإن من اتقاه وقاه ومن استكفى به كفاه ومن لاذ بحماه حماه ومن اعتصم بحوله وقوته عصمه وحرسه وحفظه جعلنا الله وإياكم من المتقين الذين يحشرون إليه وفدًا، وأكثر من هذا الدعاء الذي أرشد الله إليه نبيه وأمره به فقال عز من قائل: {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا} فإنا وإياكم إليه أشد حاجة نسأل الله الكريم بوجهه الكريم أن يحسن عاقبتنا وعاقبتكم في الأمور كلها وأن يجيرنا ويجيركم من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، إنه ولي ذلك والقادر على ما هنالك واحرص على نشر ما علمك الله من توحيده والإيمان به ومعرفة معاني كتابه وسنة نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - فإن الله