تواثبت نحوه أسدٌ ضياغمة ... قد فوقوا أسهمًا بالآي والسنن
فانظر إليه صريعًا في مفازتها ... يكبو على وجهه الممسوخ والذقن
من ضيغمٍ باسلٍ حبر أخي ثقةٍ ... وجهبذ المعي فاضلٍ فطن
عبد اللطيف الذي شاعت مناقبه ... غربًا وشرقًا ومن بصرى إلى عدن
إلى آخرها.
في هذه السنة واقعة عروى بين محمد بن سعود بن فيصل وبين محمد بن عبد الله بن رشيد وحسن بن مهنا، وكان مع محمد بن سعود بادية عتيبة حشدها معه وقام ينتصر لعمه الإمام فكان في ذلك فائدة لعبد الله بن فيصل.
ولما التقى محمد بن سعود وجنوده بمحمد بن رشيد وأتباعه عند هذا الماء الذي يدعى عروى نازل العدو هناك وحصل بين الفريقين قتال شديد، فصارت الهزيمة على ابن أخي الإمام وجنوده وولوا الأدبار، وهذه أول العداوة بين ابن رشيد وأبناء سعود بن فيصل، ولو استقام أبناء سعود وكانوا يدًا واحدة مع عمهم عبد الله لاستفادوا من ذلك قوة ولكنهم قاموا بعد ذلك على عمهم عبد الله يريدون انتزاع الملك منه، وقد قال الله تعالى: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}.
وفيها غزا أيضًا محمد بن سعود بن فيصل ومعه جنود كثيرة من أهل الخرج ومن آل شامر والدواسر وغيرهم وعدى على ابن بصيص ومن معه من بادية بريه، فصبحهم وهم على الأثلة فحصل بينه وبينهم قتال شديد وأخذ منهم إبلًا وغنمًا وقتل من الفريقين عدة رجال منهم عبد الرحمن بن سعود بن فيصل رحمه الله تعالى.
وفيها أخذ الإمام عبد الله بن فيصل آل روق من قحطان على رويضة العرض.
وفيها أيضًا تم تأليف كتاب غالية المواعظ للحافظ نعمان الآلوسي وقد جاءت في الوعظ كأحسن شيء وذلك في خلافة السلطان عبد الحميد بن عبد المجيد، فلذا تجد المؤلف نعمان قد أطال في ديباجة الكتاب بتمجيد الخليفة المذكور.