كان في ذلك نفقات باهظة، ولكنه كما قيل الراحة لا تُنال بالراحة فقد امتدت الشبكات في البراري والصحاري وربطت المدن والقرى بعضها ببعض وأوشك أن يكون الخط منتظمًا بالأنوار الكهربائية لهداية السائرين في الليل وأمسى الليل في هذه الطرق كالنهار في الإضاءة.
لما كان في اليوم الثاني الموافق ليوم الخميس من ذي القعدة 19 حزيران يونيو عام (1988 م) أذاعت لندن خبر وفاة الخميني البالغ من العمر 88 عامًا، ولكن إسرائيل نفت هذا الخبر وطلبت هل كان هذا النبأ عن مصدر وثيق ولكن شبكة الأخبار الأمريكية قد ذكرت قبل ذلك أن الخميني يعاني من سرطان مزمن في الكبد، هكذا قرر الأطباء عنه ولا ريب أنه مريض وتقدمت به السِّن لكِبره وكان قد حَمل على صاحب الآيات الشيطانية وضلاله وأفتى بقتله، وكان الأخير قد غير آيات القرآن الحكيم وحرفها وبدلها والعياذ بالله نسأل الله تعالى أن يكيد من أراد الإسلام وأهله بسوء، ويرد كيده في نحره.
ولا ريب أن حملات الخميني على هذا الضال المضل تعد من حسناته إن كان له حسنات، وختمت هذه السنة بخير والحمد لله لا نحصي ثناءً عليه.
استهلت هذه السنة بيوم السبت 13 آب أغسطس الموافق عام (1988 م) 21 الأسد 3 النثرة الموافق (355) من نوء سهيل، ففيها في 12/ 1 سرنا نحن والعائلة مولين وجوهنا شطر المسجد الحرام لأداء العمرة، وقد كان الوقت مناسبًا لزيارة بيت الله تعالى، وكانت الفرصة سانحة، ولما أن قدمنا محرمين إلى مكة المكرمة ذهب أحد الأنجال لاستئجار بيت للسكن في حارة الشامية وجاورنا بمكة المكرمة أربعة أيام تمتعنا خلالها برؤية البيت العتيق والطواف به وتقبيل الحجر الأسود واستلام