الركن اليماني فأربعة أيام قد منَّ الله بها علينا في الصلاة في الحرم المكي الشريف والطواف بالبيت وتلاوة القرآن.
ثم سِرنا في 17/ 1 إلى المدينة المنورة للصلاة في المسجد النبوي وزرنا قبر الرسول عليه الصلاة والسلام وسائر الصحابة وقبري صاحبيه ولبثنا فيها أربعة أيام.
وقد استهلت هذه السنة وأهالي السودان في حالة يُرثى لها وتأزمت الأحوال لا من جهة انشقاق المتمردين فيها بل من جراء الأمطار والفيضانات بحيث شُرِّد من الخرطوم مليونان بلا مأوى وارتفع منسوب المياه إلى منتصف الأشجار ثم أنهم ابتُلوا بالجراد الذي غزاهم في أوائل هذه السَّنة وقد بعثت بريطانيا خمس طائرات عن طريق مصر لإغاثتهم بالأغذية والفرش، أما عن الحكومة السعودية التي حملت إليهم الأغذية والإغاثة بالملبوسات والفُرش والأدوية وغيرها، فقد بلغت الطائرات المبعوثة منها إلى السودان إلى غاية 24 محرم الموافق اليوم الاثنين 5 أيلول سبتمبر (1988 م) مائة طائرة وسبعين طائرة.
لقد ظهر الجراد في المملكة العربية السعودية كما توقعت ذلك بريطانيا قبل ذلك ففي 8/ 3/ 1409 هـ، وصلت أفواجه وأسرابه إلى مدينة جدّة مقبلًا من السودان وأخذ ينتشر في الشوارع والأشجار بحيث عرّاها من الورق وقامت فِرق الإبادة تكافحه بطائراتها لإبادته والقضاء عليه لأن وجوده في هذه الأزمنة الأخيرة يترجح مضرته على منفعته وهو وإن كان مأكولًا حلالًا وقد يعيش الفقراء سابقًا على اقتتاته ويقول الصحابي: غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبع غزوات نأكل الجراد. ويقول عنه بعض الأطباء المتقدمين: ما أكل ابن آدم طعامًا أضر عليه من الباذنجان والجراد لأنه يورث الهزال في الجسم فإن الله أوسع على خلقه في هذه الأزمنة