وفيها في 20 جمادى الثانية الموافق ليوم الخميس وفاة الحاج أمين الحسيني رحمة الله على أموات المسلمين، وقد أقيمت صلاة الغائب على فضيلته بالمسجد الحرام وكان يعتبر من أكابر علماء الشام وأيضًا كان معظمًا من بين العرب لأنه يناقش في قضية فلسطين وأدى واجبًا نحو هذه المشكلة، وقد توفاه الله تعالى ولم تنحل ولم توفق لحل يشفي ويكفي وكان هو المفتي الأكبر في فلسطين ورئيس مجلس الأمة الفلسطينية العربية، وقالت عنه صحيفة الحياة بعددها 8937/ 16 تموز 1974 م كان الحاج أمين من عظماء أمتنا في العصر الحاضر بالرغم مما لقي من جفاء وجحود ومقاومة ودعاية مغرضة في الداخل والخارج وتتجلى مظاهر عظمته في شخصيته الساحرة ووجهه النوراني الباش وفي قوة حجته وصلابته في الدفاع عن الحق الشرعي للشعب الفلسطيني وعدم النساهل في ذلك قيد أنملة، لقد رأى الحاج أمين الخطر الصهيوني المحدق بالأمة العربية مبكرًا منذ صدور وعد بلفور، وفرض الانتداب البريطاني على فلسطين فتحمل كل المشاق والتشريد في سبيل مكافحة هذا الخطر حتى آخر أيام حياته لا أعرف عربيًّا سلطت عليه الدعاية الصهيونية العالمية قذائفها وحاولت تشويه سمعته كما فعلت مع الحاج أمين، ومع ذلك فقد وقف صلبًا متحديًا الخصوم معززًا مقدرًا في العالمين العربي والإسلامي، لا أعرف عربيًّا حاربته السياسة الاستعمارية غربية كانت أم شيوعية كما فعلت مع الحاج أمين منذ نهاية الحرب العالمية الأولى وحتى مماته، وقد كانت الدوائر الرسمية البريطانية تتهمه اتهامًا قويًّا بأنه يحاول القضاء على الوحدة العربية وألصقت به تهمة الاغتيال للملك عبد الله بن الحسين في إحدى محاولات اغتياله وساءت العلاقات بينه وبين الملك عبد الله حتى قرر عزله من مقدمه في فلسطين بصفته رئيس مجلس الأمة الفلسطينية العربية، وكان يظهر أنه بريء من كل ما ألصق به وإنما هو رجل مخلص لأمته ووطنه، وقد تقدم له ذكر في هذا التاريخ في الثورة العراقية وفراره لما فشلت ألمانيا وقد عاد بعدها واستقرّ في لبنان حتى توفي فيها وأوصى أن يدفن في القدس.