ومن توفي فيها من الأعيان محمد بن خزيم، وهذه ترجمته: هو الشيخ العالم الزاهد ذو الأخلاق الزكية والخصال المرضية محمد بن صالح بن سلمان بن علي بن خزيم قاضي الرس والمذنب وعنيزة ولد في بلدة البكيرية سنة (1319 هـ) وهي المدينة الرابعة من مدن القصيم فتعلم القرآن ودرسه حتى حفظه عن ظهر قلب، وجد واجتهد في طلب العلم وكان عليه آثار الزهد والورع لأنه لازم الشيخ محمد بن مقبل واكتسب منه الزهد.
أخذ عن الشيخ العالم الزاهد عبد الله بن محمد بن سليم وأخذ عن الشيخ الألمعي عمر بن محمد بن سليم وكفى بهما فخرًا وشرفًا لتلامذتهما وأخذ عن الشيخ عبد الله بن سليمان من بليهد وأخذ عن الشيخ محمد بن عثمان الشاوي العالم المشهور وأخذ عن الشيخ الورع محمد بن مقبل قاضي البكيرية، وأخذ عن الشيخ حمد بن سليمان بن بليهد وكان في إتامته بعنيزة يجلس إلى الشيخ عبد الرحمن بن ناصر ويجري بينهما البحث في مسائل العلم ويعجب لذكائه ويقدر له عمله ومكانته كما أنه يجلس إلى الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن سبيل، وكان جمع بين وظيفتين في القضاء فيتردد بين المذنب وعنيزة للقضاء فيهما ويتواضع ولا يحب الخلطة في الجامع والدعوات وقد رأيته مرة واحدة وكنت زائرًا للبكيرية بدعوة من أخيه الشيخ الفاضل القاضي سليمان بن صالح بن خزيم واجتمعت به فكان سكينًا حليمًا لا يظهر عليه الفرح ولا الغضب أسمر اللون مربوع القامة يميل إلى القصر وعليه آثار الزهد والورع وليس ممن يفرش طريقه بالرياحين بل متقشفًا متواضعًا وكان كث اللحية يعلوها الشيب ولا يرى لنفسه حقًّا سثن اليدين والرجلين يتكلم عند السؤال ويصمت عند الخوض في أحاديث الدنيا، وكان لين العريكة، وهكذا يكون رجال العلم والدِّين وذا سمت حسن ولا يحب أن يضيع من وقته شيء ثم إنه طلب من الحكومة أن تعطف عليه وتريحه من العمل؛ فأحيل على المعاش وتفرغ للعبادة حتى توفاه الله تعالى لأنه تجاوز السبعين توفي فجأة