الأمطار وتغمرهم الثلوج وإذا كانت أمريكا وبريطانيا هما اللتين مكنتا اليهود من سكنى تلك الجهات وأيدتها بقوة حرابها وما تستطيعه من الحيل الجائرة فإن اليهود أو دولة إسرائيل نالت أمنيتها التي لم تكن تحلم بها قبل وصممت على البقاء والعناد ولا تزال في التوسع ورؤية جاراتها بعين الاحتقار كما صنعته أيضًا في لبنان وهكذا فعل مستعمر خسيس لا دين له ولا شرف.
وفي شوال من هذه السنة عقد مؤتمر القمة في الرباط وحضر لذلك رؤساء الدول العربية وذلك للنظر في مشكلة فلسطين التي تأزمت في ضل مجلس الأمن في حلها ولما كانت اليهود تعمل ما تشاء من التنكيل بعرب فلسطين ولم تخشَ سطوة خالق ولا مخلوق لمساندة أمريكا للعدو فقد قام الملك العظم فيصل بن عبد العزيز عاهل السعودية يستميل أفريقيا للانضمام إلى العرب ليكونوا يدًا واحدة واستمال بما لديه من القدرة دولة فرنسا لتقوم بمساندة العرب وقد نجحت أعماله وانضم غالب أفريقيا إلى العرب.
ففيها وفاة عمر السقاف وزير خارجية المملكة العربية السعودية على أثر جلطة في الدماغ كان بها حتفه وذلك في يوم الخميس 30/ 10 وهو في أمريكا منتدبًا من الحكومة السعودية يناقش قضية فلسطين فكان لوفاته رنة أسف في البلاد العربية ولا سيما في حكومته لأنه توفي وهو يؤدي واجبه في أمريكا نحو الموقف في الشرق الأوسط وضجت الإذاعات تندبه بأن الأمة العربية وغيرها فقدت رجلًا مخلصًا طالما ترأس وفد المملكة العربية السعودية وأظهرت الحكومات الحداد عليه كما أن الحكومة الأمريكية وضعت علمها لهذا الحادث المؤسف الشديد وقد أقرت له مندوبو الدول بالشجاعة والتقدم والإخلاص والتفاني في قضية العرب وجاءت التعازي من رئيس أمريكا ووزير خارجيتها للملك فيصل وحمل جثمانه بطائرة خاصة من أمريكا إلى جدة ثم نقل جثمانه إلى المدينة المنورة للصلاة عليه وإيداعه في قبره.