وحق لذي لب يديم بكاءه ... وحق على الأحباب سكب المواطر

وحق على الإخوان يبكوا ويندبوا ... وحق على قلب دهي بالفواقر

يريق دموعًا وكفها مترادف ... لخطب دهى من معضلات الزواجر

فما حل في ذا العام قط مصيبة ... ورزء كفقد للسليم السرائر

لعشرين يومًا ثانيًا لجمادها ... لست من الساعات في حر هاجر

ثمانٍ تلاها من ثمانين حجة ... ثلاث مئين بعد ألف لسابر

فأعظم بها هدًا أصيبت معالم ... هاك تعزى أمة من معاشر

إمام به أهل الفضائل قد قضوا ... واشفوا على الفقدان يا عظم باتر

وأعني به من كان لله مخلصًا ... تقيًّا نقيًّا صابرًا ذا بصائر

أبا ناصر لقد قضى اليوم نحبه ... هلموا بنا يا قوم نبكي للمفاخر

أبا ناصر أمسى رهينًا للحدِه ... وساروا به نحو القبور الدوائر

أبا ناصر هل كان إلا بقية ... لقوم على عهد وفوا بالتناصر

يدين بقال الله قال رسوله ... وأقوال أهل الحق من كل صابر

على هذه الدنيا فليس بعاشق ... وما همه جمع وحب التكاثر

بلى إنه مُذ شب في العلم مولعًا ... بوعظ وإرشاد وكشف لضائر

يحب ذوي الإيمان طبعًا وفطرة ... ويبغض من لا يرعوي عن جرائر

وكان لأهل الدين كهنًا ومعقلًا ... وثقلًا على الأعداء أهل التنافر

له في الولا باع وفي الكره مثله ... لقوم تولوا عن طريق المفاخر

وينشر للتوحيد في الخلق معلنًا ... يصيح به فوق الربا والمنابر

وما صده عن ذاك لومة لائم ... ولما خاف مخلوقًا عظيم البوادر

بقية قوم عاهدوا الله وحده ... على نصرة الإسلام أعلى المفاخر

ينادون بالتوحيد جهرًا بنيه ... ولم يثنهم عن دينهم كل زاجر

وكان لعمري آية في ثباته ... على الحق والإيمان غير مقامر

يجادل في الحق المبين تبصرًا ... ويرشد حيرانًا بحكمة سابر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015