القبض عليه وفتشه وجد الساعة لا يعرفونها إلا أنها صنم، وذلك لأنه لا يوجد ساعات في نجد إذ ذاك، وكان لأهل نجد عادات وأخبار عجيبة.
ومن أبلغ مشروباتهم القهوة البن فإنهم يتغالون في تقديمها وعملها، ولهم أشعار رائعة في القهوة لأنهم كانوا يرون فيها رجولةً وتقدمًا، فهي أعظم ما عندهم من الحشمة يقدمونها على اللحم والألبان وسائر المأكولات ويستنشقون رائحتها إذا حمصت أبلغ من استنشاق العود والبخور والطيب والعطر، ولا سيما إذا صبت كنقاعة الحنا، فمن لهم سمرًا بصفتها، ويرون إكرام الضيف وحسن الجوار وتزيج الأكفاء وإن كان المهر قليلًا ولم يفش فيهم الترف والمدنية إنما يخشوشنون في بعض الأحيان تأدبًا مع الشريعة، ولكل زمان دولة ورجال.
وبالجملة فإنا إذا نظرنا إلى حالة الزمانين نجد بونًا بعيدًا كان الدنيا التي نعيش فيها ليست كدنياهم مع قرب الزمن ووحدة الدين والله المستعان وعليه التكلان.
كان على مكة أمراء من الأشراف لأن الإمارة فيهم وراثية وبإزاء كل أمير من أمراء مكة يكون والٍ من قبل الدولة العثمانية يكون على النظام والقوة ويحصل بسبب ذلك منافسات ومشاغبات بين الوالي والأمير لأنها لا تستقيم بلدة فيها سلطتان وحدوث هذه الوظيفة جديد وهي تابعة للدولة العثمانية، وكان الحاكم على نجد على العموم فيصل بن تركي بن عبد الله بن سعود وامتدت فتوحاته إلى عمان، وكان على البصرة وبغداد ولاة من قبل الأتراك، كذلك الشام تحت نفوذ العثمانيين، كما أن البحرين تحت حكم آل خليفة والكويت حكامه آل صباح المشهورون.
أما اليمن فمنه يتنازعه العثمانيون بنفوذ ضعيف وأئمة الزيود وكثر النزاع فيها بين الأتراك وبين أئمة الزيدية إلى إبان العرب العظمى حتى تغلب عليها الإمام يحيى.
فعبارة يقال عن العراق إنه تحت نفوذ الأتراك وحكمهم إلى أن أعلنت الثورة