وإحسانه وجعلهم في الوظائف الكبار وقال لهم: على ما تخسركم بلادكم وأمتكم كونوا متكاتفين ومتعاضدين فملكهم ملكًا عظيمًا بهذه الرأفة وهذا العطف وقاموا بالنصح والإِخلاص والدعاء والمديح لجلالته.
كان يشرف بنفسه على كافة شؤون رعيته فكان رئيس ديوانه يعرض عليه كل صباح ومساء خلاصة القضايا وعرائض النَّاس، فلا يجرؤ أحد على ظلم أحد خوفًا من وصول الخبر إلى مسامعه وكان إذا تبين الخطأ فإنَّه يعاقب عقابًا أليمًا وكثيرًا ما يجيئه البدوي فيقول له: يا عبد العزيز اتقي الله وتراني في ذمتك فيبكي ويأمر بانتداب لجنة للتحقيق في أمر ظلامته. ولقد جعل مجلس الشورى الذي كان اسمه أول ما أقامه المجلس الاستشاري مرجعه إليه والقول الفصل فيه لجلالته وكان مهمة هذا المجلس أن يكون إلى جانب نجله فيصل ينظر في جميع شؤون الدولة صغيرها وكبيرها ويبدي رأيه فيما يجب اتباعه نحوها ثم سنَّ لهذا المجلس نظام خاص وقد نصَّ في هذا النظام أنَّ للمجلس الحق في أن يلفت نظر الحكومة إلى أي خطأ وقع في تطبيق القوانين والأنظمة وأنَّه إذا عرضت الحكومة مشروعًا على المجلس فرفضه أو عدل فيه تعديلًا لم توافق عليه الحكومة فللنائب العام أن يعيد المشروع إلى المجلس مع ملاحظات كافية لإِقناعه بوجهة نظر الحكومة فإن أصرَّ المجلس على الرفض أو التعديل السابق فالمرجع إلى الملك وحده وأنَّ للمجلس الحق في مراجعة جلالة الملك للتصديق على قراراته السابقة إذا مضت عليها مدة أشهر دون حصول الموافقة وقد أضيف إلى اختصاص المجلس بعد ذلك حق تمييز الصكوك التجارية وترقية الموظفين وتأديبهم والنظر في جميع ما تحيله إليه الحكومة من المعاملات الخاصة والشؤون الفردية الأمر الذي أثقل كاهل أعضائه حتى صار العمل فيه يوميًا. هذا من ناحية الأمور الإِدارية، أمَّا المعاملات والظلامات فمرجعها جميعًا إلى الشرع