أيضًا لا شك أن هذه خطوة كبرى نحو تيسير الحج لكل من يسعده الله عز وجل بزيارة بيته الكريم، وإننا بالنيابة عن جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها نحيي في عاهل الجزيرة تلك الروح النبيلة داعين راجين منه سبحانه وتعالى أن يتقبل الدعوات الصالحات التي ستنطلق بها السنة الفقراء من المسلمين شاكرة للعاهل الكبير تلك الخطوة المباركة.
لما أن كان في أوائل هذه السنة صدر البلاغ الرسمي رقم 153 شهر صفر بأن المملكة العربية السعودية تتشرف بهذه الزيارة الخاصة، وذلك لأنه لما تولى الملك طلال عرش الملك لم يرَ بدًا من زيارة هذه المملكة لما يكنه في نفسه من حب العرب وملوكهم وممالكهم، وهذه الزيارة لتأدية مناسك العمرة، وزيارة مسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ثم بعد ذلك يزور الرياض، وذلك في يوم الخميس الموافق 15 صفر 1371 هـ، فاستقبل في تلك المدن استقبالًا رائعًا يليق بمقام أكبر ملك يكون، وكانت الأعلام الأردنية وهي ترفرف معانقة الأعلام السعودية، تشير إلى الألفة والمودة، كما لبست البلاد بأجمعها حلة قشيبة من الزينة، ونصبت أقواس النصر في ساحة المطار وأمام القصر الملكي العامر.
وركب صاحب الجلالة عبدِ العزيز بنُ عبدِ الرحمن ملك المملكة العربية السعودية إلى مطار الرياض لاستقبال ضيفه، يتقدمه الدراجات النارية فسيارات الجيب، وتتبعه سيارات الحاشية، والحرس الملكي، فلما كان في الساعة الخامسة والنصف من اليوم المذكور هبطت الطائرة الملكية تقل العائلة المالكة ومن فيها من الحاشية، وبعدها بقليل هبطت الطائرة الملكية التي تقل جلالة الملك الضيف ونجليه الأميرين محمد والحسين.
وقد أقيمت المآدب العظيمة في قصر المربع، ثم في الناصرية، وقد أقام الضيف