أيضًا مائدة في قصره وأقام في الرياض بقية يوم الخميس والجمعة والسبت، وطار من الرياض في صباح يوم الأحد الموافق 18/ 2 بعدما ودع فيها وداعًا حارًا، وأطلقت المدفعية للوداع إحدى وعشرين طلقة، ثم قصد المدينة ومنها إلى الأردن، وقد أهدى إليه صاحب الجلالة الملك عبدِ العزيز ساعته الخاصة أخرجها من جيبه قائلًا للملك طلال أن هذه الساعة تمتاز بعدم التقديم والتأخير، وهي من صنع سويسرا، وإنها هدية متواضعة تذكار الصاحب للصاحب، فقبلها الملك طلال شاكرًا لجلالة الملك ومقدرًا لهديته الثمينة.
وكان الملك طلال في أثناء مخاطباته لجلالة الملك يقول: أنت يا صاحب الجلالة بمثابة الوالد من الولد، وقد قال الملك طلال لمراسل وكالة الأنباء الغربية: لا أستطيع أن أشكر لوالدي الملك عبدِ العزيز وسمو ولي عهده ما لقيته منهما من حفاوة بالغة، ولكن سأدعو الله لهما عقب زيارتي للروضة الشريفة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكذلك أذاعت محطة الإذاعة السعودية كلمة عنه أعربت عن شكره لوالده عبدِ العزيز بما شمله به بمحبته الأَبوية، وأفاض عليه من معين خلقه الصافي، وشكر لآل بيته ولكل فرد من أفراد شعبة، ويا حسن تلك الزيارة، وبالتمام والفرح والسرور بذلك لو دام، ولكنه خلع بعد يسير من هذه الزيارة وكانت أيام ذلك الملك قليلة فلا حول ولا قوة إلَّا بالله.
وفي هذه السنة قتل وكيل القنصل البريطاني وذلك مساء سادس عشر صفر الموافق 16 نوفمبر، وهذا هو المستر أوزمان، وكان قاتله من الشخصيات البارزة، فما يتعلق بين القاتل والمقتول ولا دخل له في السياسة، وقد ألقي القبض على القاتل وزج في السجن إتمامًا للوفاء بالعهود، وهذا من كمال الإنصاف.
لما كان في 19/ 1 من هذه السنة احتفلت الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية لوصول سكة الحديد إليها من الدمام، وكان ذلك في يوم السبت