حتى مات، ثم لازم عمه الشيخ عمر بن محمد بن سليم، وأخذ عنه وأخذ أيضًا عن الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم العبادي، وكان عاقلًا سكينًا أديبًا ليس بفظ ولا غليظ، وجعلت العيون ترمقه، ورجي أن يكون خلفًا بعد آبائه وأجداده، ذلك لما قام به من آداب أهل العلم والدين ورحمة الضعفاء والمساكين، والعمل بما علم، ثم إنه وفي إمامة مسجد عمه الشيخ عمر المعروف بمسجد ناصر في قلب بريدة، وتزوج غير مرة، وحج عدة مرات، وكان عمه الشيخ عمر يقدره ويجله، وقد مرض مرةً بألم البواسير، فسعي جلالة الملك عبد العزيز بن سعود في جلب العلاج له وأدخل المستشفى فعافاه الله من علته.
ومما يجدر بنا ذكره أنه لما أراد أن يحج حجته الثانية حرص على أن يمتطي بعيرًا وقال: إني حججت الفرض ووافق حجي بأني لم تبرأ ذمتي بأداء الفرض على الوجه المطلوب، فلما أن كان في غرة ربيع الأول أصيب بمرض شديد، ثم إنه مات في 6 الشهر المذكور، فالله المستعان، وقد صلي عليه المسلمون بعد صلاة العصر من ذلك اليوم وحزنوا وبكوا، وكان له من العمر 26 وأشهر رحمة الله عليه، فلا حول ولا قوة إلى بالله.
وفيها في محرم نقل قاضي الدمام عبد الله بن محمد عامر إلى قضاء المويه القرية المعروفة في طريق مكة من جهة الشرق، ونقل قاضي جيزان عبد الله بن عودة السعوي إلى قضاء الدمام المذكور، ويقع في المقاطعة الشرقية، وكان قد قدم مندوب الباكستان مالك فيروز نون خان من الشرق الأوسط إلى جدة في طيارة وقابل ولي العهد سعود، وأعرب عن رئيس دولة الباكستان أنه يطلب من جلالة الملك المعظم أن يؤيد قضية فلسطين خاصة وقضايا المسلمين عامة، فهذه من رئيس دولة الباكستان محمد علي جناح نخوة حسنة، لا سيما وقد حصل على مسلمي أهل الهند أشد العذاب وأفدح الظلم، ودار عليهم دور خطير في تاريخهم وحياتهم، وقتل منهم عشرات الألوف، ومئات الألوف منهم أصبحوا لا مأوي لهم، وهم يهاجرون إلى الباكستان، وقد استولى الأعداء على أموالهم