وأراضيهم، ولم يتركوا وسيلة لأذيتهم والبطش بهم والفتك بهم إلى أتوا بها، فمن أجل هذا قاموا يصرخون في الحرم المكي الشريف بمناسبة اجتماع المسلمين فيه بالموسم، وبالأخص حجاج بيت الله الحرام، ويشكون ما يقاسونه مستمدين من المسلمين الدعاء والنصرة لهم على أعدائهم.
وفيها وقع في شمال إيران زلزال عنيف هدم كثيرًا من الدور، وأسفر عن قتل مائتي شخص وجرح كثيرين، وكانت الخسائر فادحة في تلك الجهة.
استهلت هذه السنة والعالم العربي وغيره في حروب وزعازع، لا سيما مشكلة فلسطين فإنها قد بلغت الذروة في الصعوبة، وأصبحت تنذر بشر مستطير يوشك أن يصطلي بنارها الصغير والكبير، وتالله إنه لأحسن للمظلوم أن يدرع ويقاوم بالصبر والجلد، ويشمر عن ساق الجد والعزم والحزم حتى يأذن الله عز وجل بنصر من عنده، أو أمر من نفحاته، فإنها لحالة عجيبة ونكتة غريبة أن تقوم أمة ضرب الله عليها الذلة والمسكنة وتوعدها بإطفاء نارها، وذلك لأنهم كانوا أقل من ذكرهم فتطرد العرب عن بلدانهم وتسومهم سوء العذاب بالقتل والأسر والنهب والتشريد، وأنواع العبث، فيا ليت شعري أين العرب؟ أين القوة؟ أين الشجاعة؟ أين العدل؟
وكان الأمير فيصل بن عبد العزيز نجل الملك لما خطب وأبان إبطال تقسيم فلسطين الذي صوت له الكثير وضح أن المصوتين بالتقسيم مرشيون، وأن العرب لا تقرّ التقسيم، أجاب بعض المغرضين بقوله: إذا لم ترضَ العرب ولا تقرّ ذلك فكيف تصنع؟ فتكلم الأمير فيصل بصفته منتدبًا من قبل الحكومة السعودية وجعل يرغي ويزبد يقول:
سوف نقوم بواجب الوحدة لأخذ حق العرب ممن ظلمهم، سيقوم العرب قيامًا يعرف به واجب حقهم، إن العرب أصبحوا أحرارًا فيما يعملون، ومن حقهم